وثانيها: أنَّ المجهولَ مِن كبارِ التابعينَ أو أوساطِهِم إذا سلمَ خبرُه من مخالفةِ الأصولِ وركاكةَ الألفاظ؛ احتُمِلَ حديثُه وتُلُقِّيَ بحسنِ الظَّنِّ، كما قرره الذهبي في "الديوان" (٣٧٤). وطلحة بن عبد الله من أوساط التابعين. وثالثها: أن عددًا من الأئمة قد حكم بثبوت الصحبة لجاهمة بناءً على روايته لهذا الحديث، وقد تقدم ذكر بعضهم في ترجمته، وفي ذلك حكم منهم بثبوت الحديث، وتوثيق ضمني لرواته. وعليه فإن هذا الحديث -في نظري- لا ينزل عن الحسن. والله أعلم. (١) "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (٢/ ٢٣١) رقم (١٧٠٢)، و"الشهاب" (١/ ١٠٢) رقم (١١٩). (٢) الواسطيُّ، أبو الحسنِ، بيَّاعُ القَصَب، ويُقالُ له "البُزُورِيُّ" -بضم الموحَّدةِ والزايِ-، مستورٌ، من كبارِ العاشرةِ. فق. "التقريب" (٥٤٧). (٣) لم أقف له على ترجمة. (٤) وأخرجه الدولابي في "الكنى" (٣/ ١٠٩١) رقم (١٩١٠)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (٣/ ٥٦٨) رقم (٧٢١)؛ من طريق منصور بن المهاجر به. (٥) نقل قوله الزركشي في "التذكرة" (١٩٣). (٦) أخرجه العقيلي في "الضعفاء"، كما في "لسان الميزان" (٨/ ٢١٨)، وابن عدي في "كامله" (٦/ ٣٧٤)؛ من حديث موسى بنِ محمدِ بنِ عطاءَ عن أبي المليحِ عن ميمونِ بنِ مهرانَ عن ابن عباسٍ ﵄ به. وفي سنده موسى بن محمد بن عطاء، وهو متروك، وكذبه بعضهم. انظر: "اللسان" (٨/ ٢١٦). والحديث قال العقيلي وابن عدي: "منكر". (٧) نقل ذلك الزركشي في "التذكرة" (١٩٣). وقال في "ذخيرة الحفاظ" رقم (٢٦٤٤): "وهذا منكر".