كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ولابنِ عديٍّ (١) من حديثِ أبي هريرةَ رَفَعهُ: "جَنِّبوا مساجدَكُم صبيانَكُم ومجانينَكُم" (٢)، وفي سندِهِ عبدُ اللهِ بنُ مُحَرَّرٍ (٣) -بِمُهمَلاتٍ، وزنَ محمَّد-، وهو ضعيفٌ.

وذكرَهُ عبدُ الحَقِّ (٤) من جِهةَ البزَّارِ (٥) ثمَّ من حديثِ ابنِ مسعودٍ، قال: "وليس له أصلٌ". انتهى.

وفي البابِ مما يُستأنسُ به لتقوِيَته عدَّةُ أحاديثَ؛ كحديثِ: "مَن رأيتُموهُ يبيعُ أو يبتاعُ في المسجدِ أو يَنشُدُ ضالَّةً" (٦).

(١) "الكامل" (٤/ ١٣٥)، من حديث عبد الله بن محرَّر عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة ﵁ به.
(٢) وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (الصلاة، باب البيع والقضاء في المسجد وما يجنب المسجد) (١/ ٤٤٢) رقم (١٧٢٨)، من طريق عبد الله بن محررٍ به.
(٣) العامري الرقي. روى عن قتادة وأيوب. روى عنه أبو نعيم والثوري وجماعة.
قال ابن معين: "ليس بشيء"، وتركه ابن المبارك وأحمد والفلاس وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وقال البخاري: "منكر الحديث".
انظر: "التاريخ الكبير" (٥/ ٢١٢)، "الضعفاء" للنسائي (٢٠٠)، "الجرح والتعديل" (٥/ ١٧٦)، "المجروحين" (١/ ٥١٦)، "الكامل" (٤/ ١٣٤)، و"تهذيب التهذيب" (٥/ ٣٤٠).
وعليه فإن إسناد الحديث ضعيفٌ جدًّا لحال ابن محرَّر. والله أعلم.
قال الحافظ في الحديث: "وله طريق أخرى عن أبي هريرة واهية". "التلخيص" (٤/ ٤٥٧).
(٤) "الأحكام الوسطى" (١/ ٢٩٦).
(٥) قال ابن القطان: "هذا الحديثُ والكلامُ بعدهَ ليس في مسندِ حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ من كتابِ البزارِ، ولعله نقله من بعضِ أماليهِ التي تقعُ له مجالسَ مكتوبةً في أضعافِ كتابِه في بعضِ النسخِ". "بيان الوهم والإيهام" (٢/ ٢٣٩).
(٦) أخرجه الترمذي في "الجامع" (البيوع، باب النهي عن البيع في المسجد) رقم (١٣٢١)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٢١٩) رقم (١٧٦)، وابن الجارود في "المنتقى" (١٤٥) رقم (٥٦٢)، وابن خزيمة في "صحيحه" (الصلاة، باب الأمر بالدعاء على المتبايعين في المسجد … ) (٢/ ٢٧٤) رقم (١٣٠٥)، وابن حبان في "صحيحه"، كما في "الإحسان" (الصلاة، باب المساجد) (٤/ ٥٢٨) رقم (١٦٥٠)، والطبراني في "الأوسط" (٣/ ٩٧) رقم (٢٦٠٥)؛ كلهم من طريق الدَّرَاوَردِيِّ عن =