كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

مِن حديثِ أبي مالكٍ النَّخَعِيِّ (١) عن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ عن أبي جُحَيفَةَ مرفوعًا بهذا (٢).

وكذا أخرجَهُ العسكريُّ، من حديثِ إسحاقَ بنِ الرَّبيعِ العُصْفُرِيِّ (٣): حدَّثنا أبو مالكٍ به نَحوَهُ.

ومن جِهَةِ مِسْعَرٍ عن سَلمةَ عن أبي جُحَيفةَ قال: "كان يُقالُ: جَالِسِ الكُبَراءَ، وخالِطِ العُلماءَ، وخالِلِ الحكماءَ" (٤). موقوفٌ.

وفي الباب عن ابنِ عباسٍ: قيل: يا رسولَ اللهِ، مَن نُجالِسُ؟ -أو قال: أيُّ جُلَسائِنا خيرٌ؟ -، قال: "مَن ذَكَّرَكُم اللهَ رُؤيَتُه، وزادَ في عِلمِكُم مَنطِقُه، وذَكَّرَكُمُ الآخِرَةَ عَمَلُهُ" (٥).

= "جالسوا الكبراءَ، وسائلوا العلماءَ، وخالطوا الحكماءَ".
وأما العسكري: فأخرجه من طريق رباحِ بنِ الرَّبيعِ بنِ مرقع بن صيفي عن أبي مالك به بلفظ الترجمة. انظر: "كنز العمال" رقم (٢٥٥٨٣).
(١) الواسطيُّ، اسمه: عبدُ الملكِ -وقيل: عبادةُ- بنُ الحسينِ، وقيلَ: ابنُ أبي الحسينِ، متروكٌ، من السابعة. ق. "التقريب" (٦٧٠).
(٢) وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (٢٤١) رقم (٧٣٦)، من طريق محمد بن جامع العطار عن أبي مالك به بلفظ: "جالسوا الكبراءَ، وسائلوا العلماءَ، وخاطبوا الأمراءَ". وإسناده ضعيفٌ جدًّا، وهو بهذا السياق منكر:
أبو مالك النخعي ضعيفٌ جدًّا. انظر: "التقريب" (٦٧٠)، و"تهذيب التهذيب" (١٢/ ١٩٦).
وخالفه مسعرٌ؛ فرواه عن سلمة عن أبي جحيفة موقوفًا، كما سيأتي.
(٣) الكوفيُّ، أبو إسماعيلَ، مقبولٌ، من الثامنة. "التقريب" (١٠١).
(٤) أخرجه العسكري. كما في "كنز العمال" رقم (٢٥٥٨٤).
وأخرجه أيضًا: ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١/ ٢٤٩)، من طريق عبد الله بن نُميرٍ وأبي أسامة عن مسعر به، وسنده صحيحٌ.
وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٣/ ١٤٥) رقم (٢٦١٠٢)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ١٣٣) رقم (٣٥٤)؛ من طريق زكريَّا بنِ أبي زائدةَ عن عليِّ بنِ الأَقمرِ أنَّ أبا جُحَيفةَ كان يقولُ: "جالسوا الكبراءَ، وخالطوا الحكماءَ، وسائلوا العلماءَ".
وسندُهُ صحيحٌ؛ رجاله رجال الشيخين.
وصحَّحَ إسنادَ الموقوفِ الهيثميُّ. "مجمع الزوائد" (١/ ٣٣٤).
(٥) أخرجه العسكري في "الأمثال". كما في "كنز العمال" رقم (٢٥٥٨٨). =