كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وكذا عن عُمَرَ بلفظِ: "وانتَجِبُوا المناكِحَ، وعَلَيكُم بِذاتِ الأَوْراكِ؛ فإنَّهُنَّ أَنْجَبُ". أسندهُ الدَّيلميُّ (١)، ولا يَصِحُّ.

وفي لفظٍ عن عمرَ (٢) مرفوعًا -كما عندَ أبي موسى المدينيِّ في كتاب "تضيِيع العُمُرِ والأَيَّامِ في اصطناعِ المعروفِ إلى اللِّئامِ" (٣) -: "فانظُرْ في أيِّ نِصابٍ تَضَعُ وَلَدَكَ؛ فإنَّ العِرْقَ جَسَّاسٌ" (٤).

وفي لفظٍ عن أنسٍ: "تَزَوَّجُوا في الحُجْز الصَّالحِ (٥)؛ فإنَّ العِرْقَ

= بهذا الاسم، وذكر أنه روى عن ابن عيينة، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. والله أعلم.
(١) "مسند الفردوس (س) " من طريق أبي نعيم، وهو في "أخبار أصبهان" (٢/ ٧٨)، ومن طريقه ابن الجوزي أيضًا في "الواهيات" (٢/ ٦١٢) رقم (١٠٠٦)، وهو أيضًا عند ابن عدي في "كامله" (٣/ ٢٨٦)؛ من طريق سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة عن عمر ﵁ به.
وسنده ضعيفٌ جدًّا:
سليمان بن عطاء منكر الحديث. انظر: "التقريب" (٢٥٣)، و"تهذيب التهذيب" (٤/ ١٨٥).
(٢) كذا في النسخ الأربع، وهو خطأ، وصوابه: (ابن عمر) كما في مصادر التخريج، لكن الظاهر أن هذا الخطأ من أصل "المقاصد"؛ فجميع الكتب التي تنقل عن "المقاصد" وتستفيد منه فيها الخطأ نفسه، لذا لم أصوبه في المتن. والله أعلم.
انظر: "الشذرة" لابن طولون (١/ ٢٠٩)، تذكرة الموضوعات (١٢٧)، كشف الخفاء (١/ ٣٠٢)، والفوائد المجموعة (١٣١).
(٣) عزاه له العراقي في "المغنى" (١/ ٣٨٧) وضعفه، ولفظه: "فإن العرق دساس".
(٤) وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (٢/ ٢٣٠) رقم (٩٧٣)، ومن طريقه القضاعي في "الشهاب" (١/ ٣٧٠) رقم (٦٣٨)، وهو عند ابن عدي في "كامله" (٦/ ١٧٩)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الواهيات" (٢/ ٦١٣) رقم (١٠٠٧)؛ من طريق محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلَمانيِّ عن أبيه عن ابن عمر ﵄ به، لكن بلفظ: "فإن العرقَ دسَّاسٌ".
وإسناده ضعيفٌ جدًّا:
محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني ضعيفٌ جدًّا، واتهمه بعضهم. تقدمت ترجمته في تخريج الحديث (٨٨).
(٥) في الأصل و"ز" و"م": (الجحر الصابح)، والتصويب من "د"، ولفظه كذلك عند الدارقطني في "الأفراد"، وبهذا اللفظ أورده ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٢٥٩)، وقال: "الحِجْز -بالضم والكسر-: الأصل". والله أعلم. =