وليس في هذه الطرق ما يثبت: أما الأول: فإسناده ضعيفٌ جدًّا: الحارث بن عمران الجعفري: قال أبو زرعة: "واهي الحديث"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي" "الجرح والتعديل" (٣/ ٨٤)، ورماه ابن حبان بالوضع "المجروحين" (١/ ٢٦٨)، وتركه الدارقطني (البرقاني / ٢٤)، وقال الذهبي: "ضعفوه" "الكاشف" (١/ ٣٠٤). قال أبو حاتم: "الحديث ليس له أصل … ، الحارث ضعيف الحديث، وهذا حديث منكر". "العلل" (المسألة: ١٢٠٨). وأما الثاني: ففيه صالح بن موسى الطلحي، قال ابن معين: "ليس بشيء" "الدوري" (٣/ ٢٢٠)، وقال البخاري: "منكر الحديث" "التاريخ الكبير" (٤/ ٢٩١)، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث جدًّا، كثير المناكير عن الثقات" "الجرح" (٤/ ٤١٥)، وتركه النسائي "الضعفاء" (١٩٤). وانظر أيضًا: "المجروحين" (١/ ٤٦٩)، "الكامل" (٤/ ٦٨)، و"تهذيب "التهذيب" (٤/ ٣٥٤). وأما الثالث: ففيه عكرمة بن إبراهيم، قال ابن معين وأبو داود: "ليس بشيء" "الدوري" (٤/ ٨٧)، و"سؤالات الآجري" رقم (٦٨١)، وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأخبار ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به" "المجروحين" (٢/ ١٨٠). وانظر: "لسان الميزان" (٥/ ٤٦٠). وإنما ذكرت الطريقين الأوَّلين لقول المصنف بأنهما أمثل الطرقِ عن هشامٍ، والثالثَ لأنَّ الحاكمَ قوّى به الحديثَ، وهي كما ترى. * وأمثل الطرق المرفوعة عن هشام: ما أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (١/ ٢٨٠) رقم (١٣٠)، وابن عساكر في "التاريخ" (١٥/ ٨٤)؛ من طريق أبي النضر الدمشقي عن الحكم بن هشام عن هشام بن عروة به. والحكم بن هشام صدوق. انظر: "التقريب" (١٧٦)، و"تهذيب "التهذيب" (٢/ ٣٨١). وأبو النضر الدمشقي إسحاق بن إبراهيم الفراديسي لا ينزل عن رتبة الصدوق أيضًا. انظر: "التقريب" (٩٩)، و"تهذيب "التهذيب" (١/ ١٩٢). لكن ذكر له ابن عدي في "الكامل" (١/ ٣٣٩)، حديثً عن عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن عروة، وقال: "وهذا الحديث من حديث هشام بن عروة غير محفوظ". =