كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

في "اليَوَاقِيتِ" (١) عن أبي القاسمِ الصَّائِغِ (٢) عن إبراهيمَ الحربيِّ أنه سُئِلَ عنهُ فقال: إنه صحيحٌ، قال: "ويُروَى أيضًا بالياءِ المثَنَّاةِ مِن تَحتُ؛ أي: اسكُنُوا العقيقَ وأَقِيموا بهِ"؛ فغَيرُ مُعتَمَدٍ، بلُ المعتَمَدُ بُطلانُه.

ثمَّ إنَّ قولَه في بعضِ ألفاظِهِ: "فإنه يَنفي الفَقرَ"، يُروَى في اتِّخاذِ الخاتَمِ الذي فَصُّهُ مِن ياقُوتٍ (٣)، ولا يَصِحُّ أيضًا.

قال ابنُ الأثيرِ: "يُريدُ أنه إذا ذَهَبَ مالُه باعَ خاتَمَهُ فوَجَدَ بهِ غِنًى" (٤).

وقال غيرُهُ: "بل الأَشبَهُ -إنْ صحَّ الحديثُ- أن يكونَ لِخاصِّيَّةٍ فيهِ (٥)، كما أنَّ النارَ لا تُؤَثِّرِ فيهِ ولا تُغَيِّرُهُ، وأنَّ مَن تَخَتَّمَ بهِ أَمِنَ مِنَ الطَّاعُونِ، وتَيَسَّرَتْ لهُ أمورُ المعاشِ، ويَقوَى قَلبُهُ ويَهابُهُ الناسُ، ويَسهُلُ عليه قضاءُ الحوائِجِ" (٦). انتهى.

= الأسديَّ والكديميَّ وغيرَهما، وحدَّثَ عنه الحاكمُ وابنُ بِشْرانَ وجماعةٌ. قال ابنُ برهانَ: "لم يتكلَّم في العربيةِ أحدٌ من الأولين والآخرينَ أعلمُ منه"، وقال الخطيب: "فأما الحديثُ فرأينا جميعَ شيوخنا يوثقونه فيه ويصَدِّقونه". له كتاب "اليواقيت" في اللغة، و"الموضح" وغيرهما. توفي سنة (٣٤٥).
انظر: "تاريخ بغداد" (٢/ ٣٥٦)، "طبقات الفقهاء الشافعية" لابن الصلاح (١/ ٢٢٠)، "وفيات الأعيان" (٤/ ٣٢٩)، "تذكرة الحفاظ " (٣/ ٦٠)، "المقصد الأرشد" (٢/ ٤٤٢)، و"بغية الوعاة" (١/ ١٦٤).
(١) ذكره ابن خير الإشبيلي في "فهرسته" (٣١٨)، وابن خلكان في "وفيات الأعيان" (٤/ ٣٣٠)، والسيوطي في "البغية" (١/ ١٦٦).
وما نقله المصنف عنه هنا ذكره الزركشي في "التذكرة" (١٠٦).
(٢) إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ أيوبَ بنِ بشيرٍ. حدَّثَ عن: محمدِ بنِ إسحاقَ الصاغانيِّ وإبراهيمَ الحربيِّ وجماعةٍ. وحدث عنه: عليُّ بنُ عمرَ السكريُّ. وثقه الخطيبُ. توفي سنةَ ثلاثَ عشرةَ وثلاثمائةٍ.
انظر: "تاريخ بغداد" (٦/ ١٥٧).
(٣) انظر: "الموضوعات" (٣/ ٥٩ - ٦٠).
(٤) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٣٦٢). وقاله قبله ابن قتيبة في "غريب الحديث" (٣/ ٧٥١).
(٥) إلى هنا من كلام ابن الأثير أيضًا، وأما باقي الكلام فلم أقف عليه عند أحد قبل المصنف.
(٦) هذه الخاصية التي أشار إليها مَن أَمْنِ الطاعون وتيسُّر الأمور، إلى آخر ما ذكره من =