كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

العَقَدِيِّ (١): حدَّثنا محمدُ بنُ أبي حُمَيدٍ به مِثلَه، بدونِ تَعيينِ كونِه من الأنصارِ (٢)، وقال: إنه "صحيحُ الإسنادِ ولم يخرجاهُ"، وهذا عَجيبٌ؛ فابنُ أبي حُمَيدٍ مُجمَعٌ على ضَعفِه (٣).

وهو عندَ البيهقيِّ في "الزُّهدِ" (٤)، وسلفَ قبلُ بحديثٍ مِن حديثِ ابنِ أبي حُمَيدٍ بسندٍ آخرَ (٥).

ولهُ شَوَاهِدُ، مِنها: عن أنسٍ: رواهُ الدَّيلميُّ في "مُسنَدِه" (٦) من حديثِ أبي الشَّيخِ: حدَّثنا ابنُ أبي عاصمٍ: حدثنا أبي (٧): (حدثنا أبي) (٨): حدثنا شَبِيبُ بنُ بِشرٍ عن أنسٍ رَفَعَهُ: "اذكُرِ الموتَ في صلاتِكَ؛ فإنَّ الرجلَ إذا ذَكرَ الموتَ في صلاِته لَحَرِيٌّ أن تَحسُنَ صلاتُه، وصَلِّ صلاةَ رجلٍ لا يَظُنُّ أنه يُصلي صلاةً غيرَها، وإيَّاكَ وكلَّ أمرٍ يُعتَذَرُ منه" (٩)، وقال شيخُنا: إنه حَسَنٌ (١٠).

(١) عبد الملكِ بنُ عمروٍ القَيسيُّ، ثقةٌ، من التاسعةِ، مات سنةَ أربعٍ أو خمسٍ ومائتينِ. ع. "التقريب" (٣٦٤).
(٢) وأخرجه الروياني في "مسنده" (٢/ ٥٠٤) رقم (١٥٣٨) من طريق أبي داود الطيالسي عن ابن أبي حميد، مثل رواية الحاكم (دون تعيين كونه من الأنصار).
(٣) تقدمت ترجمته.
(٤) "الزهد الكبير" (٨٦) رقم (١٠١) من طريق حماد بن خالد الخياط عن ابن أبي حميد به.
(٥) في حديث "إياك والطمعَ" رقم (٤٥) من حديث جابر بن عبد الله ﵄.
(٦) "زهر الفردوس".
(٧) عمرو بن الضحاكِ بن مخلدٍ البصريُّ، ولدُ أبي عاصمٍ النبيل، ثقةٌ، كان على قضاء الشام، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين. ق. "التقريب" (٤٢٣).
(٨) ساقطة من "ز" و"د". وأبوه: هو الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل.
(٩) وأخرجه الضياء في "المختارة" (٦/ ١٨٨) رقم (٢١٩٩) من طريق أبي بكر بن أبي عاصم به.
وإسناده ضعيفٌ:
فيه شبيب بن بشرٍ: وثقه ابن معين "الدوري" (٤/ ٨٥)، لكن قال فيه البخاري: "منكر الحديث" "ترتيب علل الترمذي الكبير" (٣٩٢)، وقال أبو حاتم: "لين الحديث" "الجرح" (٤/ ٣٥٧)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٣٥٩) وقال: "يخطئ كثيرًا". فمثله إلى الضعف أقرب، فلا يحتج بما ينفرد به. والله أعلم.
(١٠) "زهر الفردوس".