وقد سبق أنَّ زائدةَ بنَ قدامةَ رواه عن سماكٍ عن عكرمةَ عن ابن عباسٍ، فالظاهرُ أنَّ الحديثَ واحدٌ وأن هذا الاضطرابَ من سماكٍ في روايتِه عن عكرمةَ. والله أعلم. وعلى كلِّ حالٍ فالطريقُ ضعيفٌ لروايةِ سماكٍ عن عكرمةَ. الطريق الثاني: أخرجه أحمدُ في "مسنده" (٤٠/ ٢٤) رقم (٢٤٠٢٣)، والنسائي في "الكبرى" (٩/ ٣٦٦) رقم (١٠٧٦٧)؛ من طريق هُشَيمٍ قال: أنبأنا مُغيرةُ عن الشعبيِّ عن عائشة قالت: كان رسولُ ﷺ إذا استَرَاثَ الخبَرَ تمثَّل فيه ببيتِ طَرَفَةَ: ويأتيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ. ورجالُه ثقاتٌ رجالُ الشيخينِ، إلا أنه منقطعٌ؛ الشعبيُّ لم يسمعْ من عائشةَ. "المراسيل" (١٥٩). والمغيرةُ -هو ابنُ مِقسَمٍ الضبيُّ- مدلسٌ وقد عنعنَ. "تعريف أهل التقديس" (١٥٥). الطريق الثالث: أخرجَه إسحاقُ بن راهويه في "مسنده" (١٣/ ٨٩٨) رقم (١٥٨٢)، وأحمد (٤١/ ٥١٦) رقم (٢٥٠٧١)، والبخاريُّ في "الأدب المفرد" (٢٠٠) رقم (٨٦٧)، والترمذيُّ في "الجامع" (الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر) رقم (٢٨٤٨)، والنسائيُّ في "الكبرى" (٩/ ٣٦٧) رقم (١٠٧٦٩)؛ كلهم من طرقٍ عن شريكٍ عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشةَ به. وإسنادُه ضعيفٌ؛ شَريكٌ النخعيُّ سيء الحفظِ. انظر: "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٩٣). وأما المقدامُ وأبوه: فكلاهما ثقةٌ من رجالِ مسلمٍ. ولشريك متابَعَةٌ: أخرجها الطبريُّ في "تهذيب الآثار - مسند عمر" (٢/ ٦٥٨) رقم (٩٧٣)؛ من طريق سفيان بن وكيع عن أبي أسامة عن مِسعَر عن المقدامِ بن شريحٍ به. وإسنادُه ضعيفٌ أيضًا: فيه سفيان بن وكيع: قال البخاري: "يتكلمون فيه لأشياءَ لقَّنُوه" "التاريخ الصغير" (٢/ ٣٥٥)، وليَّنه أبو حاتم والدارقطنيُّ. انظر: "الجرح" (٤/ ٢٣٢)، و"سؤالات السلمي" (١٨٠). وآفته أنه ابتليَ بورَّاقِ سوءٍ أدخلَ عليه ما ليس من حديثه، فقيل له في ذلك فلم يرجعْ. انظر: "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٣١)، و"المجروحين" (١/ ٤٥٦). قال ابن حبان: "وهو من الضَّربِ الذي ذكرتُه مِرارًا أنْ لو خَرَّ من السماء فتَخطَفُه =