للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيلَ في تَأويلِ الجملةِ الزّائدةِ: إنهمُ الذينَ يُكثِرونَ أكلَ لحومِ الناسِ (١).

قال البيهقيُّ: "وهو حَسَنٌ، لكنَّ ظاهِرَهُ الإكثارُ من أكلِ اللَّحمِ، وقِرانُه بالجملةِ الأُخرى كالدَّلالةِ على ذلك".

ولأبي نُعيمٍ في "الحِلية" من جهةِ سيَّارٍ (٢): حدَّثنا جَعفرُ (٣): سمعتُ مالكَ بنَ دِينارٍ يقولُ: "قرأتُ في الحِكمةِ: إنَّ الله يُبغِضُ كلَّ حَبرٍ سَمينٍ (٤) " (٥).

("وكذا قال الغزَاليُّ في "الإِحياءِ" (٦) ما نَصُّه: "وفي التَّوراةِ مكتوبٌ: إنَّ الله لَيبغِضُ الحبرَ السمينَ") (٧).

وفي الكَشَّافِ والبغوِيِّ والقُرطُبيِّ (٨) وغيرِها (٩)، عندَ قولِهِ تعالى في "الأَنعامِ": ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام: ٩١]: أنَّ مالكَ بنَ الصَّيفِ -من أَحبارِ اليهودِ ورُؤَسائِهم- قال له رسولُ الله : "أنشُدُك بالذي أنزلَ التوراةَ


= وعبدُ الله بنُ عياشٍ هو القِتبانيُّ، وهو في عدادِ الضعفاءِ أيضًا؛ قال أبو حاتم: "ليس بالمتينِ، صدوقٌ، يكتَبُ حديثُه" "الجرح" (٥/ ١٢٦)، وضعفه أبو داود والنسائي "تهذيب الكمال" (١٥/ ٤١١)، وذكره ابنُ حبانَ في "الثقات" (٧/ ٥١).
والحاصلُ: أنَّ كلًّا من الطريقين ضعيفٌ، لكنهما يصلحان بمجموعهما لتقويةِ هذا الأثرِ عن كعبٍ من قولِه. والله أَعلم.
(١) وهو قولُ سفيانَ الثوريِّ: أخرجه ابن معين في "تاريخه - الدوري" (٤/ ٢٢٣) رقم (٤٠٧٠)، ومن طريقِه الدينوريُّ في "المجالسة" (٤/ ٢٤) رقم (١١٧٤)، والبيهقيُّ في "الشعب" (٧/ ٤٩٥)، بإسنادٍ صحيحٍ عنه.
(٢) ابن حاتمٍ العَنَزي. تقدمت ترجمته.
(٣) ابن سليمانَ الضُّبَعي. تقدمت ترجمته.
(٤) في "ز": (يبغضُ الحبرَ السمينَ).
(٥) "حلية الأولياء" (٢/ ٣٦٢) من طريقِ عبدِ الله بن أبي زيادٍ القَطَواني عن سيارٍ به.
وإسناده ضعيفٌ لحالِ سيار بن حاتم.
(٦) "إحياء علوم الدين" (٣/ ٧٩).
(٧) ساقطة من "ز".
(٨) "الكشاف" (٢/ ٤٢)، "معالم التنزيل" (٣/ ١٦٦)، و"الجامع لأحكام القرآن" (٧/ ٣٧).
(٩) عزاه السيوطيُّ في "الدرِّ المنثورِ" (٣/ ٣١٤) لابنِ المنذرِ، وهو عندَ ابنِ أبي حاتمٍ في "تفسيره" (٤/ ١٣٤٢)، وأبي الليثِ السمرقنديِّ في "بحر العلوم" (١/ ٤٨٥)، والثعلبيِّ في "الكشفِ والبيان" (٤/ ١٦٨)، وابنِ الجوزي في "زاد المسير" (٣/ ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>