كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وكلُّها ضِعافٌ، وقد أَورَدَهُ ابنُ الجوزيّ في "الموضوعَاتِ" (١).

ويُعارِضُهُ ما رَواهُ أبو داودَ (٢) بسَنَدٍ جَيِّدٍ عن أبي الدَّرداءِ رَفعَهُ: "إنَّكم تُدعَونَ يومَ القيامةِ بأَسمائِكُم وأسماءِ آبائِكم، فحَسِّنُوا أسماءَكُم" (٣).

بل عندَ البخاريِّ في "صحيحِه" (٤) عن ابنِ عمرَ مرفوعًا: "إذا جمَعَ الله الأوَّلينَ والآخِرينَ يومَ القيامةِ يُرفَعُ لكُلِّ غادِرٍ لِوَاءٌ، فيُقالُ: هذهِ غَدْرَةُ فُلانِ بنِ فلانٍ".

نَعمْ، حديثُ التَّلقينِ بعدَ الدَّفْنِ (٥) وأنهُ يُقالُ لهُ: "يابنَ فُلانةَ"، فإنْ لمَ

= الناقص من "مسنده"، ولم أقف عليه في "زهر الفردوس".
(١) "الموضوعات" (٣/ ٢٤٨).
وذكره ابنُ القيِّمِ في "المنار المنيف" (١٣٩) وقال: "هو باطلٌ، والأحاديثُ الصحيحةُ بخلافِه".
وضعَّفها جميعَها الألبانيُّ في "الضعيفة" (١/ ٦٢١ - ٦٢٣) و (١١/ ٨٢٠).
(٢) "السنن" (الأدب، باب في تغيير الأسماء) رقم (٤٩٤٨)؛ من طريق داودَ بنِ عمروٍ الأوديِّ عن عبدِ الله بنِ أبي زكريا عن أبي الدَّرداءِ ﵁ به
(٣) وأخرجه ابن الجعد في "مسنده" (٣٦٠) رقم (٢٤٩٢)، وأحمد (٣٦/ ٢٣) رقم (٢١٦٩٣)، وعبدُ بنُ حميدٍ في "المنتخب" (١٠١) رقم (٢١٣)، والدارميُّ في "سننه" (الاستئذان، باب في حسن الأسماء) (٢/ ٣٨٠) رقم (٢٦٩٤)، وابن حبان في "صحيحه"، كما في "الإحسان" (الحظر والإباحة، باب الأسماء والكنى) (١٣/ ١٣٥) رقم (٥٨١٨)، والبيهقي في "الكبرى" (الضحايا، باب ما يستحب أن يسمى به) (٩/ ٣٠٦)؛ كلُّهم من طرقٍ عن داودَ بنِ عمروٍ الأوديِّ عن عبدِ الله بنِ أبي زكريا عن أبي الدرداءِ ﵁ به.
وإسنادُه ضعيفٌ؛ فيه انقطاعٌ بين عبدِ الله بنِ أبي زكريَّا وأبي الدرداءِ ﵁.
قال أبو داودَ عقِبَ إخراجِه للحديثِ: "ابنُ أبي زكريا لم يدركْ أبا الدرداءِ"، وقال البيهقيُّ: "هذا مرسَلٌ"، وقال الحافظُ في "الفتح" (١٠/ ٥٧٧): "رجالُه ثقاتٌ، إلَّا أنَّ في سندِه انقطاعًا بينَ عبدِ الله بنِ أبي زكريا -راويه عن أبي الدرداءِ- وأبي الدرداءِ؛ فإنه لم يدركْه".
(٤) "الصحيح" (الأدب، باب ما يدعى الناس بآبائهم) رقم (٦١٧٧، ٦١٧٨)، وهو عند "مسلم" أيضًا (الجهاد والسير، باب تحريم الغدر) رقم (١٧٣٥).
واللفظُ الذي ذكره المصنفُ هو لفظُ مسلمٍ، لا البخاريِّ. والله أعلم.
(٥) سيأتي برقم (٣٥٤)، وهو حديث ضعيف.