للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصَنيعُ الأئمّةِ يقتضِي تَرجيحَهَا؛ فقد جَزمَ أبو حاتمٍ والبخاريُّ (١) وآخرون (٢) بأنّ كُلَيبًا تابِعِيٌّ، وكذا ذَكَرَه أبو زُرعَةَ وابنُ سَعدٍ وَابنُ حِبَّانَ في ثقاتِ التابعين (٣)، وحِينَئِذٍ فمَن ذَكَرَه في الصَّحَابةِ -كابنِ عبد البَرِّ (٤) وغيرِه (٥) - فيهِ نَظَرٌ.

قال العسكريُّ: "فأَخذَ قول النبيِّ بعضُ الشُّعَراءِ المتَقَدِّمينَ، فقال:

ومَا عَلَيكَ أن تَكُونَ أَدْلَمَا (٦) … إِذا تَولَّى عَقدَ شَيءٍ أَحكَمَا"

قال: "وممَّا يُنسَبُ إلى الأَحنَفِ (٧):

ومَا عَلَيكَ أن تَكُونَ أَزْرَقَا (٨) … إِذا تَولَّى عَقدَ شَيءٍ أَوثَقَا"


= من الربا) (٥/ ٣٣٥).
٣ - محمد بن فضيلٍ: عند أحمدَ في "مسنده" (٣٨/ ٤٥١) رقم (٢٣٤٥٦).
وقد صحَّحَ هذه الأسانيدَ الزيلعيُّ في "نصب الراية" (٤/ ١٦٨)، وابنُ الملقِّنِ في "البدر المنير" (٥/ ٢٩٦)، والحافظ في "التلخيص" (٢/ ٢٩٦).
وقد ذكرَ الحافظُ هذا الوجهَ وأعلَّ به الآخرَ في "الإصابة" (٥/ ٦٦٨)، وكلامُ السَّخاويِّ في ترجيحِ هذه الروايةِ هو بنصِّهِ في "الإصابة".
(١) "الجرح والتعديل" (٧/ ١٦٧)، و"التاريخ الكبير" (٧/ ٢٢٩).
(٢) كالعجلي في "معرفة الثقات" (٢/ ٢٢٨).
(٣) "الطبقات الكبرى" (٦/ ١٢٣).
وأما ابنُ حبانَ فذكرَهُ أوَّلًا في الصحابةِ "الثقات" (٣/ ٣٥٦) وقال: "يقال: إنَّ له صحبةٌ"، ثم أعادَ ذكرَهُ في ثقات التابعين "الثقات" (٥/ ٣٣٧).
(٤) "الاستيعاب" (٣/ ١٣٢٩).
(٥) كابنِ قانعٍ في "معجم الصحابة" (٢/ ٣٨٤)، وأبي نعيمٍ في "المعرفة" (٣/ ٢٣٩٦)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (١/ ٥٠٩).
(٦) في حاشية الأصل و"ز": (أي: قصيرًا)، وفي حاشية "م": (الأدْلَمُ القصيرُ).
وقال في "اللسان" (١٢/ ٢٠٤): "الأَدْلَمُ: الشديدُ السَّوادِ من الرِّجالِ والأُسْدِ والحميرِ والجبالِ والصَّخرِ في مُلُوسَةٍ".
(٧) عزاه للأحنفِ بنِ قيسٍ أبو عُبَيدٍ البكريُّ في "فصلِ المقالِ" (١٥٨).
وذكرَه الزمخشريُّ في "المستقصى" (١/ ١٢٣) دون عزو.
(٨) قال أبو عبيد البكريُّ: "والعربُ تكني بالزُّرْقةِ عن اللؤْمِ، يقول: وما عليك أن تكونَ لئِيمًا، ولكنَّه إذا تولَّى عقدًا أحكَمَهُ". "فصل المقال" (١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>