كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ويُروى من حديثِ عائشةَ وأنسٍ (١) وغيرِهما (٢)، وقد سبقَ في "أكرِمُوا الخبزَ" (٣).

بل أوسَعتُ الكلامَ عليهِما في جَوَابَينِ، وجمعتُ بينَهما على تقديرِ تسَاويهِما (٤).

وفي تاسِعِ "المُجالَسَةِ" (٥) للدِّيْنَوَرِيِّ (٦) عن الفُضيلِ بنِ عِيَاضٍ في قولِه:

= ولا تعديلًا.
وعلى أيِّ حالٍ فهذا الطريقُ أمثلُ طرقِ الحديثِ. والله أعلم.
وروي عن هشام من طرق أخرى ضعيفة، لا يصحُّ منها شيءٌ. والله أعلم.
(١) أخرج حديثه أبو يعلى في "مسنده" (٦/ ١٣١) رقم (٣٤٠٥)، وابن عديٍّ في "الكاملِ" (٥/ ١٦٣)؛ من طريقِ عثمانَ بنِ مطرٍ الشيبانيِّ عن ثابتٍ عن أنسٍ ﵁ مرفوعًا: "أحسِنوا جِوارَ نِعَم اللهِ، لا تُنَفِّروها، فقلَّما زالت عن قومٍ فعادت إليهم".
وإسناده ضعيفٌ جدًّا:
عثمانُ بنُ مطرٍ: قال البخاريُّ: "منكرُ الحديثِ" "التاريخ الكبير" (٦/ ٢٥٣)، وقال أبو حاتم: "ضعيفُ الحديثِ، منكرُ الحديثِ" "الجرح" (٦/ ١٧٠)، وقال ابنُ عديٍّ: "وأحاديثُه عن ثابتٍ خاصَّةً مناكيرُ، وسائرُ أحاديثِه فيها مشاهيرُ وفيها مناكيرُ" "الكامل" (٥/ ١٦٤).
(٢) روي نحوُه من قول أبي الدرداءِ وابنِ مسعودٍ ﵄:
أما قولُ أبي الدَّرداءِ: فأخرجه ابنُ المباركِ في "الزهد" (٥١) رقم (١٨٤) من طريق أبي سلمةَ الحمصيِّ سليمانَ بنِ سُلَيمٍ عنه.
وهو منقطعٌ؛ أبو سلمةَ لم يدرِكْ أبا الدرداءِ.
وأما قولُ ابنِ مسعودٍ: فذكره ابنُ أبي حاتم في "العلل" (١٦٣٨) وقال: "قال أبي: هذا حديثٌ موضوعٌ".
(٣) انظر: الحديث رقم (١٥٥).
(٤) أجاب السخاويُّ عن سؤالٍ حولَ حديثِ الترجمةِ: "إن الله لا يعذب بقطع الرزق" في "الأجوبة المرضية" (٢/ ٤٤٩)، وأجاب عن سؤالٍ حولَ "الحديثِ الوارِد في إكرامِ الخبزِ" في "الأجوبة" نفسها (٢/ ٤٨٩).
أما الجمعُ الذي أشار إليه فلم أقفْ عليه في تلك "الأجوبة"، ولا في "الأجوبةِ الدمياطيَّة".
(٥) "المجالسة وجواهر العلم" (٤/ ١٥٠) رقم (١٣٢١) من طريقِ أبي العباسِ الآجُرِّي عن بشرِ بنِ الحارثِ عن الفضيلِ به.
وأبو العباس الآجرِّيُّ لم أعرِفه.
(٦) تقدمت ترجمته في تخريج الحديث رقم (٢٠).