كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وللترمذيِّ (١) مِنْ حديثِ النَّضرِ أبي عُمَرَ (٢)، عن عِكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ أنَّ النبي ﷺ قال: "اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأبي جَهْلِ بن هشامٍ أو بعُمَرَ" قال: فأصبَحَ فغَدَا عُمَرُ على رسولِ الله ﷺ فأسلم.

وقال: غريبٌ مِنْ هذا الوجهِ، وقد تكلَّمَ بعضُهُم في النَّضْرِ، وهو يَروي مناكيرَ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.

وللحاكم في صحيحه (٣) مِنْ حديثِ يحيى بن زكريا بن أبي زائدَةَ، عن مُجَالِدِ بن سعيدٍ (٤)، عن الشعبيِّ، عن مسروقٍ، عن ابنِ مسعودٍ مرفوعًا: "اللَّهمَّ أيِّد الإسلامَ بعُمَرَ بن الخطابِ، أو بأبي جَهْلِ بن هشامٍ".

فجَعَلَ الله دعوةَ رسولِ الله ﷺ لعُمَرَ، فبَنَى عليه ملَكَ الإسلامِ وهَدَمَ الأوثانَ به.

(١) "جامع الترمذي" (المناقب، باب في مناقب عمر بن الخطاب ﵁ رقم ٣٦٨٣) من طريق النضر أبي عمر به فذكره وقال: حديثٌ غريب من هذا الوجه وقد تكلَّم بعضهم. ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١١/ ٢٥٥ رقم ١١٦٥٧).
(٢) النضر أبو عمر؛ هو: ابن عبد الرحمن الخزاز -بمعجمات-، قال أحمد: ليس بشيء ضعيف الحديث، وقال يحيى بن معين: لا يحلُّ لأحدٍ أن يروي عنه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: ليِّن الحديث. "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٧٥ رقم ٢١٨١).
وقال ابن حجر: متروك. "التقريب" (٧١٤٤) فالإسناد ضعيفٌ جدًّا بسببه.
(٣) "المستدرك" (٣/ ٨٣) من طريق عمر بن محمد الأسدي، حدثنا أبي، حدثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة به. وسكت عنه الذهبي.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠/ ١٩٦ رقم ١٠٣١٤) من طريق عمر ابن محمد بن الحسن الأسدي، حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة به.
وعمر بن محمد بن الحسن الأسدي الكوفي يعرف بابن التل؛ قال أبو حاتم: محله الصدق. "الجرح والتعديل" (٦/ ١٣٢ رقم ٧٢٥)، وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم. "التقريب" (٤٩٦٤).
وأبوه: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي، لقبه التل -بفتح المثناة وتشديد اللام-، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: شيخ. "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٢٥ رقم ١٢٤٩)، وقال ابن حجر: صدوق فيه لين. "التقريب" (٥٨١٦).
(٤) مُجالد بن سعيد؛ ضعيفٌ، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٥١).
فالإسناد ضعيف.