وسواءٌ كان البلاءُ مِن يحيى بن يزيد بن عبد الملك أو مِنْ أبيه، فالإسنادُ ضعيفٌ جدًّا. (١) لم أجده في "مسند أبي يعلى"، ولا في "المقصد العلي" ولا في "المطالب العالية" من هذا الوجه، وإنما فيه من حديث عائشة، كما سيأتي. (٢) رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٤/ ٣٦٧) من طريق أبي بكر محمد بن محمد الطِّرازي، حدثنا أبو سعيد العدوي، حدثنا خِرَاش، حدثنا أنس بن مالك مرفوعًا به. ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٤٩٧) فذكره ثم رواه من طريق سليمان بن سلمة حدثنا عبد العظيم بن حبيب الفهري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أنس به. ومحمد بن محمد بن أحمد أبو بكر المقرئ البغدادي الطرازي، قال عنه الخطيب في الموضع السابق: وكان فيما بلغني يظهر التقشف وحسن المذهب، إلا أنه روى مناكير وأباطيل .. وقال: وقد رأيتُ للطِّرازي أشياءً مستنكرة غير ما أوردته تدلُّ على وَهْي حاله وذهاب حديثه. وأبو سعيد العدوي؛ هو: الحسن بن علي البصري، قال ابن عدي: يضع الحديث ويسرق الحديث، ويلزقه على قومٍ آخرين ويحدِّث عن قوم لا يُعرفون وهو مُتهمٌ فيهم أنَّ الله لم يخلقهم … ويضع على أهل بيت رسول الله ﷺ … وقال أيضًا: وخِرَاش هذا لا يُعرف، ولم أسمع أحدًا يذكر خِراشًا غير العدوي، قال: وللعدوي على أهل البيت أحاديث قد وضعها غير ما ذكرت وعامة ما حدَّث به العدوي إلا القليل موضوعات، وكنا نتهمه، بل نتيقَّنه أنه هو الذي وضعها على أهل البيت وغيرهم. "الكامل" (٢/ ٣٣٨ - ٣٤٣) فالإسناد موضوعٌ بسببه، والله أعلم. وفي الإسناد الثاني: سليمان بن سلمة الخبائري؛ وهو متهم، وسبقت ترجمته في الحديث (٢٣). (٣) رواه البزار -كما في "كشف الأستار" (٢/ ٣٩٨ رقم ١٩٤٨) -، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٦/ ١٧٦ رقم ٦١١٧)، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ١٣٨ - ١٣٩)، وابن عدي في "الكامل" (٣/ ٢٩٠)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ١٥٦) من طريق سليمان بن كرَان، حدثنا عمر بن صهبان الأسلمي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا به. ومن طريق أبي نعيم رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٤٩٦). =