للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكلُّ هذه الطرق ضعيفةٌ مضطربةٌ، وبعضها أشدُّ في الضعف من بعض.

وله طرقٌ كذلك أيضًا؛ منها ما رواه ابن قتيبة في كتاب "تفضيل العرب" (١) من جهة ميمون بن مَهْرانَ، عن ابن عباس -قال: ولا أعلمه إلا رفعه- قال: "أكرموا الخبزَ فإن الله سخَّرَ له السماوات والأرض".

ويُروى عن ابن عباس أيضًا مما رُفع: "ما استخفَّ قومٌ بحق الخبز إلا ابتلاهم الله بالجوع" (٢).


= رقم ١٣١٧) جميعهم مِنْ طريقِ عبدِ الملك بن عبد الرحمن أبي العباس الشامي، حدثنا إبراهيمُ بن أبي عَبْلةَ به.
وهو عند تمام بالزيادة المذكورة، وعند الباقين دون الزيادة، وقال العقيلي: قال الفلاس: قال يحيى بن معين: أول هذا الحديث حق، وآخره باطل. ثم نَقَلَ عن الفلاس أنه قال في عبد الملك هذا: كذَّاب. اهـ. وقد قال عمرو بن علي أيضًا -كما في إسناد تمام-: كان صدوقًا.
وقد وقع عند تمام في نسبة عبد الملك بن عبد الله: الذِّماري بدل الشامي، وقد فرَّق بينهما البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ٤٢٢)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٥/ ٣٥٥ - ٣٥٦)، وابن حجر وقال: والصواب التفريق بينهما؛ فأما الشامي فهو المكنى بأبي العباس، وهو الذي يروي عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عَبْلةَ، وهو الذي قال فيه البخاري: منكر الحديث، وتبعه أبو زرعة، وقال فيه أبو حاتم: ليس بالقوي وضعَّفه عمرو بن علي … إلخ.
والحديثُ ضعيفٌ جدًّا لحالِ عبدِ الملكِ، وقد قال العراقي -بعد أن عزاه للبزار والطبراني-: بإسنادٍ ضعيفٍ جدًّا، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. "المغنى عن حمل الأسفار" (١/ ٣٤٩).
(١) "تفضيل العرب" مطبوعٌ ضمن رسائلِ البُلغاء (ص ٢٨٨ - ٢٨٩) من طريقِ محمدِ ابن زياد، عن ميمونِ بن مهران به.
ومحمد بن زياد الطحَّان الميموني، قال أحمد: كان أعور كذَّابًا خبيثًا يضع الأحاديث. وقال عمرو بن علي: كان كذَّابًا متروك الحديث. "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٥٨ رقم ١٤١٢)، وقال يحيى بن معين: كان كذَّابًا خبيثًا. "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين" (ص ١٦٦ رقم ٥٦٤) فالإسناد ساقطٌ بسببه.
(٢) رواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (١/ ٤٣٠) من طريق إسحاق بن نَجيح الملطي، عن ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا به.
وإسحاق بن نجيح الملطي؛ كذَّاب وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٦٣).
فالإسناد موضوع، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>