كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وقد رواه ابن حبان (١) من رواية سِماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي.

وهذه الطرق يَقْوَى بعضها ببعض.

نعم روى البخاري في الفتن من صحيحه (٢)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣)؛ كلاهما من جهة حبيب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: قال عمر ابن الخطاب ﵁: "عليٌّ أقضانا، وأُبَي أقرَؤنا".

ونحوه عن أبي (٤) وآخرين (٥)، وللحاكم في

= فذكره وقال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد، عن سماك عن حنش، عن علي؛ منهم شريك، وزائدة، وسليمان بن معاذ.
(١) "صحيح ابن حبان" (١١/ ٤٥١ رقم ٥٠٦٥) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، عن عكرمة.
وأسباط بن نصر أبو يوسف الهمداني؛ ضعَّفه أبو نعيم وقال: أحاديثه عامية سقط مقلوبة الأسانيد. "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٣٢ رقم ١٢٦١)، وقال يحيى بن معين: ثقة. "التاريخ؛ رواية الدوري" (٣/ ٢٦٦ رقم ١٢٥١)، وقال ابن حجر: صدوقٌ كثيرُ الخطأ يُغرب. "التقريب" (٣٢١).
وقد تقدم في الحديث (٥٤): أنَّ رواية سماك عن عكرمة مضطربة. فالإسناد ضعيف.
ومن طرق الحديث: ما أخرجه النسائي في "خصائص علي المطبوع مع السنن الكبرى" (٧/ ٤٢٢ رقم ٨٣٦٨)، وأبو يعلى في مسنده (١/ ٢٥٢ رقم ٢٩٣) من طريق أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، عن علي قال: "بعثني رسول الله ﷺ إلى اليمن … ".
وعمرو بن حُبْشي -بضم المهملة وسكون الموحدة ثم معجمة- الزُّبيدي -بضم الزاي- الكوفي: مقبول من الثالثة. "التقريب" (٥٠٠٦). فحديثه يصلح للمتابعات.
(٢) لم أقف عليه في الفتن من "صحيح البخاري"، وهو عنده في (التفسير، باب قوله ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا﴾ رقم ٤٤٨١)، و (فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي ﷺ رقم ٥٠٠٥) من طريق حبيب به.
(٣) "حلية الأولياء" (١/ ٦٥) من طريق حبيب بن أبي ثابت به.
(٤) لم يتبيَّىن لي حديث أُبي.
(٥) ومن ذلك: حديث أبي هريرة الذي رواه وكيع في "أخبار القضاة" (ص ٦٥) من طريق أبي بحر، عن ميمون بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن خيثمة، قال: قال أبو هريرة: "أقضى أهل المدينة علي". =