فكان السبيلُ إلى معرفةِ معاني كتابِ اللهِ ﷿ ومعالمِ دينِه: الآثارَ الصحيحةَ عن رسولِ اللهِ ﷺ، وعن أصحابِه الذين شهدوا التنزيلَ وعرفوا التأويلَ، رضي الله تعالى عنهم أجمعينَ.
ولأجلِ هذا حرص أهلُ العلمِ على تمييزِ صحيحِ الأخبارِ من سقيمِها، وتخليصِها مما دخلَ فيها وليس منها، لا سيَّما وقد راجت على ألسنةِ كثيرٍ من الناسِ أخبارٌ واهيةٌ ومكذوبةٌ، نُسِبَت إلى رسولِ اللهِ ﷺ وإلى أصحابِه ﵃.
فقيَّض الله ﷿ لهذا الشأن أهلًا يذبُّون عن دينه وشرعه، وقام أهل الحديث يذودون عن حياض سنة سيد المرسلين ﷺ، فوضعوا المصنفاتِ لنفي الدخيلِ عن السُّنَّةِ، مما اشتَهَرَ من الأخبارِ على الأَلسِنَةِ.
ومن أجمعِ ما صُنِّفَ في هذا البابِ كتابُ الحافظِ السَّخَاويِّ ﵀، الموسومُ بـ "المقاصد الحسنةِ في بيانِ كثيرٍ من الأحاديثِ المشتهِرةِ على الألسِنةِ".
ولأهميَّةِ هذا الكتابِ ومكانةِ مصنِّفِه العلميَّةِ فقد قمنا بتحقيقه في مجموعةٍ من رسائل العالمية (الماجستير)، بقسم علوم الحديث، في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية.
وقد أُجيزت جميع هذه الرسائل -بحمد الله وتوفيقه- بتقدير (ممتاز، مع مرتبة الشرف الأولى)، والحمد لله أولًا وآخرًا.
ثم الشكرُ موصولٌ للقائمين على هذه الجامعة المباركة، التي ما برحت تبثُّ العلم في شتى بقاع الأرض، فبارك الله في أعمالهم وأعمارهم، وسدَّد على طريق الخير والحق خطاهم.
ونتوجه بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل إلى كلِّ من أسدى إلينا يدًا في عملنا هذا، وأعاننا بقليلٍ أو كثيرٍ، ونخصُّ بالذكر أصحاب الفضيلة المشايخ المشرفين على هذه الرسائل: