قال الحافظ ابن رجب: ففي إسناد هذا الحديث أمران يُوجب كلٌّ منهما ضعفه: أحدهما: انقطاعه بين الزبير وأيوب؛ فإنَّه رواه عن قومٍ لم يسمعهم. والثاني: ضعف الزبير هذا .. "جامع العلوم والحكم" (٢/ ٩٤). (٢) في "م": (ابن وابصة مرفوعًا). (٣) رواه مسلم في صحيحه (البر والصلة - باب تفسير البر والإثم رقم ٢٥٥٣) بسنده إلى النواسِ قال: سألتُ رسولَ اللَّه ﷺ عن البرِّ والإثم؟ فقال: "البِرُّ حُسنُ الخلق والإثمُ ما حَاكَ في صدرك وكرِهتَ أن يَطَّلِعَ عليه الناس". (٤) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٤٤) من طريق أحمد بن المقدام أبي الأشعث، حدثنا عبيد بن القاسم، حدثنا العلاء بن ثعلبة، عن أبي المَلِيح بن أسامة، عن واثِلَة بن الأسْقع قال: قلت: يا رسول اللَّه أفتني عن أمرٍ لا أسألُ عنه أحدًا بعدك. قال: "استفتِ نفسك وإن أفتاك المفتون". وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٧٨ رقم ١٩٣) من طريق أحمد ابن المقدام، حدثنا عبيد بن القاسم بنحوه مطولًا. وقد وقع في "المعجم الكبير": "عبثر بن القاسم" بدل"عبيد بن القاسم"، وصوَّبَ محقق الكتاب: أنه"عبثر". وهذا وهمٌ منه، وذلك أنَّ عَبْثَر بن القاسم الزُّبيدي ثقة، كما في "التقريب" (٣١٩٧). والذي يروي عن العلاء بن ثعلبة، ويروي عنه أبو الأشعث: هو عبيد بن القاسم، كما في "تهذيب الكمال" (١٩/ ٢٢٩ رقم ٣٧٣٣)، وهو متروك كذَّبه ابن معين. "التاريخ؛ رواية الدوري" (٤/ ٣٩٦ رقم ٤٩٥٨)، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: حدَّث بأحاديث منكرة، لا ينبغي أن يُحدَّث عنه. "الجرح والتعديل" (٥/ ٤١٢ رقم ١٩١٤). فإسناد حديث واثلة ضعيف جدًّا من أجل عبيد بن القاسم. (٥) كحديث أبي أمامة الذي رواه أحمد في مسنده (٣٦/ ٣٥٧ رقم ٢٢١٩٩)، وابن حبان في صحيحه (١/ ٤٠٢ رقم ١٧٦)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ١٤)، و (٤/ ٩٩) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جدِّه ممطور، عن أبي أُمامة، قال: قال رجلٌ: يا رسولَ اللَّه، ما الإثم؟ قالَ: "إذا حاك في صدرك شيءٌ فدعه". وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (٢/ ٩٥): وهذا إسنادٌ جيِّدٌ على شرط مسلم، فإنَّه خرَّج حديث يحيى =