كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حديثِ أبي عامر العَقَدي، حدثنا زَمْعةُ بن صالح، عن سلمةَ بن وَهْرام، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ رفعه بهذا.

وكذا رواه محمدُ بن نَصْر في "قيام الليل" (١) له، والطبرانيُّ في "معجمه الكبير" (٢) مِنْ حديثِ إسماعيلَ بن عياشٍ، عن زَمْعةَ بلفظ: "استَعِينوا بقائِلَةِ النهارِ على قيام الليلِ، وبأكلةِ السَّحَرِ على صيامِ النهارِ".

وهو عند البزار في مسنده (٣) مِنْ هذا الوجهِ، وأورَدَه الضياءُ في "المختارة" (٤)، فهو عنده حجةٌ، وكذا صحَّحه الحاكمُ (٥)، لكنه قال: زَمْعَةُ وسلَمة لم يَحتجَّ بهما الشيخان.

وهو كذلك؛ أما زَمْعَةُ (٦) فلأنه كان مع صِدْقِه ضعيفًا لخَطَئِهِ ووَهمِهِ، ولذا لم يُخرِّج له مسلم إلا مَقرونًا، وأما سَلَمَةُ (٧) فلضَعْفِهِ إما مُطلقًا، وإما في

(١) "مختصر قيام الليل" للمقريزي (ص ١٠٤) من طريق إسماعيل بن عيَّاش به.
(٢) "المعجم الكبير" (١١/ ٢٤٥ رقم ١١٦٢٥) من طريق إسماعيل بن عياش به فذكره.
(٣) لم أجده فيما طبع من "مسند البزار"، ولا في "كشف الأستار"، وقد عزاه ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" (٨/ ٣٣٨ رقم ١٥٣٧) للطبراني فقط.
(٤) "الأحاديث المختارة" (١١/ ٤٠١ - ٤٠٢ رقم ٤٢٣) من طريق أبي عامر عن زمعة به.
(٥) في "المستدرك" (١/ ٤٢٥) وقال: زمْعة بن صالح وسلمة بن وهرام ليسا بالمتروكين اللذين لا يُحتج بهما، لكنَّ الشيخين لم يخرجا عنهما.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (٢/ ٩٣٣ رقم ١٩٣٩)، وابن عدي في "الكامل" (٣/ ٢٢٩ - ٢٣٠)، كلاهما من طريق زمعة بنحو حديث أبي عامر.
ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦/ ٤٠٧ رقم ٤٤١٣).
(٦) زمْعَة -بسكون الميم- ابن صالح اليماني أبو وهب المكي، قال البخاري: يخالف في حديثه، تركه ابن مهدي أخيرًا. "التاريخ الكبير" (٣/ ٤٥١ رقم ١٥٠٥)، وقال يحيى بن معين وأبو حاتم: ضعيف الحديث. "الجرح والتعديل" (٣/ ٦٢٤ رقم ٢٨٢٣)، وقال ابن حجر: ضعيف، وحديثه عند مسلم مقرون. "التقريب" (٢٠٣٥).
(٧) سلمة بن وَهْرام -بالراء- اليماني، قال أحمد: روى عنه زمعة أحاديث مناكير، أخشى أن يكون حديثه حديثًا ضعيفًا. "العلل ومعرفة الرجال" (٢/ ٥٢٧ رقم ٣٤٧٩). وقال يحيى بن معين وأبو زرعة: ثقة. "الجرح والتعديل" (٤/ ١٧٥ رقم ٧٦٢)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٣٩٩) وقال: يُعتبر بحديثه من غير رواية زمْعة بن صالح عنه. =