كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

صحيحِهِ (١)، والبيهقيُّ في "الشعب" (٢)، وآخرون (٣)؛ كلهم مِنْ حديثِ خالدِ ابن عَمرٍو القُرشيِّ، عن الثوريِّ، عن أبي حازمٍ، عن سَهلِ بن سعدٍ السَّاعديِّ قال: جاء رجلٌ إلى النبي ﷺ فقال: يا رسولَ الله دُلَّني على عَمَلٍ إذا عَمِلْتُهُ أحبَّني الله، وأحبَّني الناس، فقال: "ازهد" وذكره.

وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد.

وليس كذلك، فخالدٌ مُجمعٌ على تركِهِ، بل نُسِبَ إلى الوَضعِ (٤).

لكنْ قد رواه غيرُهُ (٥) عن الثوريِّ، بل أخرجه أبو نعيم في

(١) "المستدرك" (٤/ ٣١٣) من طريق خالد بن عمرو القرشي به فذكره وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: خالد بن عمرو القرشي وضَّاع.
(٢) "الشعب" (١٣/ ١١٥ رقم ١٠٠٤٣) عن الحاكم به فذكره، وقال: خالد بن عمرو ضعيف.
(٣) كالقضاعي في "مسند الشهاب" (١/ ٣٧٣ رقم ٦٤٣)، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ١٠)، وابن عدي في "الكامل" (٣/ ٣١)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/ ٣٢٣ رقم ١٣٥٢).
(٤) خالد بن عمرو القرشي الأموي، قال أحمد: ليس بثقة يروي أحاديث بواطيل. "العلل ومعرفة الرجال" (٣/ ٢٥٤ رقم ٥١٢٢)، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل" (٣/ ٣٤٣ رقم ١٥٥١) وقال ابن عدي: له غير ما ذكرت من الحديث عن من يحدث عنهم وكلها أو عامتها موضوعة وهو بيِّن الأمر في الضعفاء. "الكامل" (٣/ ٣٣)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٢٢٣)، وقال في "المجروحين" (١/ ٢٨٣): كان ممن ينفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يحلُّ الاحتجاج بخبره، تركه يحيى بن معين.
وقد قال أبو حاتم: حديث باطل؛ يعني بهذا الإسناد. "العلل لابن أبي حاتم" (مسألة ١٨١٥).
وقال العقيلي: ليس له من حديث الثوري أصل. "الضعفاء" (٢/ ١٠ رقم ٤١٣).
(٥) رواه محمد بن كثير الصنعاني، وأبو قتادة، وعلي بن مسهر، وخالد بن زيد العمري؛ أما طريق محمد بن كثير، فرواها ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٣١)، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص ٣١٢)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٣/ ١١٦ رقم ١٠٠٤٤)، وقوام السُّنَّة في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٢٤٠ رقم ١٤٩٩)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (١٤/ ٢٣٧ - ٢٣٨ رقم ٤٠٣٧) كلهم من طرقٍ عن محمد بن كثير الصنعاني، عن سفيان الثوري به. =