كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ومنها عن ابنِ عمر؛ أخرجه الديلميُّ (١) بلفظ: "ما قبَضَ الله عالمًا إلا كان ثغرةً في الإسلام لا تُسدُّ".

وعن آخرين (٢).

وثبَتَ -كما في "صحيح الحاكم" (٣) - مِنْ حديثِ عطاءٍ، عن ابنِ عباس في قولِهِ تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ [الرعد: ٤١] قال: "موتُ علمائِها وفُقَهائِها".

(١) "مسند الفردوس" (نسخة لا له لي)، وهو في "الغرائب الملتقطة" [حرف الميم: ق ١٨/ أ] من طريق سعيد بن سنان، عن حدير بن كريب، عن كثير ابن مرة، عن ابن عمر رفعه. ورواه البزار في مسنده (١٢/ ٢٣ رقم ٥٣٩٤) من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه مطولًا، فذكره، وقال: هؤلاء يعرفون بكناهم: سعيد بن سنان أبو المهدي، وكثير ابن مرة أبو شجرة، وأبو الزاهرية اسمه حدير.
سعيد بن سنان؛ هو: الحنفي أبو مهدي الحمصي، قال البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير" (٣/ ٤٧٧ رقم ١٥٩٨)، وقال صدقة بن خالد: كان ثقة مرضيًا، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، يروي عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر عن النبي ﷺ بنحوٍ من ثلاثين حديثًا أحاديث منكرة. "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٨ رقم ١١٤)، وقال الجوزجاني: أحاديثه أخاف أن تكون موضوعة لا تشبه أحاديث الناس. "أحوال الرجال" (ص ١٦٨ رقم ٣٠١)، وقال الدارقطني: يضع الحديث. "سؤالات السلمي" (رقم ١٦٢).
فالإسناد موضوع، وقال الألباني: وهذا موضوع؛ آفته سعيد بن سنان. "السلسلة الضعيفة" (٩/ ٤٥١ رقم ٤٤٦٤).
(٢) لم أجده عن غيرهم من وجهٍ يصحُّ، وقد رُوِيَ من كلام الحسن البصري؛ رواه أحمد في "الزهد" (ص ٢٦٢ رقم ١٤٥٨)، والدارمي في مسنده (١/ ٣٥١ رقم ٣٣٣)، من طريقين عن هشام، عن الحسن قال: كانوا يقولون فذكره. وإسناده صحيح.
(٣) المستدرك (٢/ ٣٥٠) من طريق طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس به فذكره وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبي بقوله: طلحة؛ ابن عمرو، وقال أحمد: متروك. اهـ.
وكلام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (٢/ ٥٢٩ رقم ٣٤٩٧)، وقال عنه البخاري: هو ليِّن عندهم، وقال يحيى: ليس بشيء. "التاريخ الكبير" (٤/ ٣٥٠ رقم ٣١٠٤). فالإسناد ضعيفٌ جدًّا.