كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

دينار التمار (١) عن أبي سعيد الخدري: "أن يهوديًّا قدم زمن النبي ﷺ بثلاثين حِملِ شعيرٍ وبُرٍّ (٢)، فسعَّر مُدًّا بمدِّ النبي ﷺ بدرهمٍ، وليس في الناس يومئذٍ طعامٌ غيرُه، وكان قد أصاب الناسَ قبل ذلك جوعٌ لا يجدون فيه طعامًا، فأتى النبيَّ ﷺ الناسُ يشكون إليه غلاءَ السِّعر، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال: لأَلْقَيَنَّ (٣) الله من قبل (أن) (٤) أُعطِي أحدًا من مال أحدٍ من غير طِيب نفس، إنما البيع عَن تراضٍ، ولكن في بيوعكم خصالًا أذكرها لكم: لا تضاغنوا (٥)، ولا تحاسدوا، ولا تناجشوا (٦)، ولا يسوم الرجل على سوم أخيه، ولا يَبيعنَّ حاضِرٌ لبادٍ، والبيع عن تراضٍ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا" (٧). ورواه أحمد (٨) وابن ماجه (٩)

(١) صالح بن دينار المدني التمَّار، مولى الأنصار: ثقة، من الرابعة. ق. "التقريب" (ص ٢١٣).
(٢) جاء في حاشية الأصل و (ز) أنه ورد في نسخة: "وتمر". وكذا هو في "صحيح ابن حبان".
(٣) كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع من "صحيح ابن حبان": "لا ألقين".
(٤) ما بين القوسين ساقط في الأصل و (ز)، وهو مثبت في (م) وفي "صحيح ابن حبان".
(٥) في (م): "لا تباغضوا".
و"تغاضنوا" من الضِّغْنِ والضَّغِينَة؛ أي: الحقد والعداوة والبغضاء. انظر: "النهاية" (٢/ ٨٥).
(٦) من النَّجْشِ، وهو أن يمدح السلعة لينفقها ويروجها، أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها، ليقع غيره فيها "النهاية" (٢/ ٧١٤).
(٧) انظر: "صحيح ابن حبان" (١١/ ٣٤٠)، رقم (٤٩٦٧) من طريق سعيد بن عبد الجبار أخبرنا الداروردي عن داود بن صالح بن دينار التمار عن أبيه به.
وأخرجه مصعب الزبيري في حديثه رقم (١١٠)، والمزي في "تهذيب الكمال" (١٣/ ٤٢)؛ كلاهما عن الداروردي به نحوه. وإسناده حسن كما قال المؤلف.
(٨) "المسند" (١٨/ ٣٢٨)، رقم (١١٨٠٩) قال: ثنا علي بن عاصم أخبرنا الجُرَيرِي عن أبي نضرة به نحوه. وليس فيه ذكر قتادة.
وإسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم وهو الواسطي. والجريري هو سعيد بن إياس وقد اختلط، وعلي بن عاصم ممن سمع منه بعد الاختلاط. لكن الحديث صحيح بمتابعاته الآتية.
(٩) "السنن" الموضع نفسه رقم (٢٢٠١) قال: ثنا محمد بن زياد ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد =