كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

بالجملة الأولى منه فقط. والثالث عنده أيضًا في الأوسط والصغير بلفظ: "مِن اقتراب السَّاعة أن يُرى الهِلالُ قَبَلًا فيقال لِليلتَين، وأن تُتَّخذ (١) المساجدُ طُرُقًا، وأن يظهر موتُ الفُجاءة" (٢)، وبعضها يتقوى ببعض. ولمَّا أخرج العقيلي ثانيهما (٣) في ترجمة عبد الرحمن بن يوسف (٤) قال: إنه غير محفوظ ولا يعرف إلا به، انتهى (٥). ومن شواهده ما للبخاري في التاريخ من طريق محمد بن [معن] (٦)

= رقم (١٤٢٢)، وابن عدي (٥/ ٤٧١، ٥١٣)، والذهبي في "الميزان" (٢/ ٦٠٠)؛ كلهم من هذا الوجه به.
وإسناده ضعيف، قال العقيلي: "عبد الرحمن بن يوسف عن الأعمش: مجهول أيضًا في النسب والرواية، وحديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به". وقال ابن عدي: "ليس بالمعروف"، وقال ابن الجوزي: "لا يصح"، وأعله به.
(١) في (م): "يتخذ" بالياء التحتانية.
(٢) انظر: "المعجم الأوسط" (٩/ ١٤٧)، رقم (٩٣٧٦)، و"الصغير" (٢/ ٢٦٠ - ٢٦١)، رقم (١١٣٢)، قال: ثنا الهيثم بن خالد المصيصي ثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران ثنا شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي عن أنس بن مالك رفعه مثله. وقال: "لم يروه عن الشعبي إلا العباس ولا عنه إلا شريك، تفرد به عبد الكبير".
وأخرجه "الضياء في المختارة" (٦/ ٣٠٦)، رقم (٢٣٢٧) من طريق الطبراني به. وهو ضعيف شاذ، قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٦٢٩): "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" عن شيخه الهيثم بن خالد المصيصي وهو ضعيف". وشيخه عبد الكبير بن المعافى وثقه أبو حاتم الرازي، لكنه خالف من هو أوثق منه؛ وهو علي بن الجعد كما في "مسنده" رقم (٢٤٨٩)، ووكيع كما في "مصنف ابن أبي شيبة" رقم (٣٨٧٠٨)؛ كلاهما عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي مرسلًا نحوه. وابن الجعد ووكيع أوثق من عبد الكبير بن المعافى مع تفرده. وقد سئل الدارقطني في "العلل" (١٢/ ١٦٣) عن هذا الحديث فقال: "يرويه عبد الكبير بن المعافى عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي عن أنس عن النبي ﷺ. وغيرُه يرويه عن الشعبي مرسلًا، والله أعلم". اهـ.
(٣) يعني: حديث ابن مسعود المتقدم.
(٤) عبد الرحمن بن يوسف، حدث عن الأعمش وحدث عنه ابن أبي فديك. قال ابن عدي وغيره: "لا يعرف"، وقال العقيلي: "مجهول في النسبة والرواية وحديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به"؛ يعني: هذا الحديث. انظر: "اللسان" (٥/ ١٤٩).
(٥) انظر: "ضعفاء العقيلي" (٣/ ٤٤٠).
(٦) في النسخ الثلاث والداودي: "معمر" وهو تحريف، والمثبت من مصادر التخريج. =