كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وكذا أخرجه الطبرانيُّ في ترجمةِ أحمدَ بن محمدِ بن يعقوبَ (١) مِنْ معجمه الصغير (٢) بلفظ: "إذا ارتَفَعَ النَّجمُ، رُفِعَت العَاهَةُ عن كلِّ بلدٍ".

وهو عند أبي حنيفةَ (٣)، عن عطاءٍ.

ورواه عِسْلُ بن سفيانَ (٤)، عن عطاءٍ بلفظ: "ما طَلَعَ النَّجْمُ صباحًا قط وبقومٍ عاهةٌ، إلا رُفِعَتْ أو خَفَّتْ" كما لمُسدَّدٍ (٥).

وفي لفظٍ عنه، أخرجه أحمد (٦): "ما طَلَعَ النَّجمُ قط وفي الأرضِ مِنَ العَاهَةِ شَيءٌ إلا رُفعَ". والنَّجمُ: الثُّرَيَّا.

(١) أحمد بن محمد بن يعقوب أبو بكر الخزاز الأصبهاني، توفي سنة أربع وثلاثمائة. "أخبار أصبهان" (١/ ١٢١) ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(٢) "المعجم الصغير" (١/ ٨١ رقم ١٠٤) من طريق أبي حنيفة النعمان، عن عطاء ابن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ١٢١).
(٣) أخرجه أبو يوسف في "الآثار" (ص ٢٠٥ رقمٍ ٩١٧) عن أبي حنيفة أخبرني عطاء ابن أبي رباح، أنه سمع أبا هريرة به مرفوعًا. ومن طريقه الطحاوي في "مشكل الآثار" (٦/ ٥٣ رقم ٢٢٨٢)، وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص ١٣٨) من طريق أبي حنيفة به، وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" كما سبق.
(٤) عِسل -بكسر أوله وسكون المهملة- ابن سفيان، التميمي أبو قرة، قال أحمد: ليس هو عندي قوي الحديث. "العلل ومعرفة الرجال" (٢/ ٣٦٦ رقم ٢٦٢٦)، وقال البخاري: فيه نظر. "التاريخ الكبير" (٧/ ٩٣ رقم ٤١٦)، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. "الجرح والتعديل" (٧/ ٤٣ رقم ٢٤٢)، وقال ابن عدي: قليل الحديث ومع ضعفه يكتب حديثه. "الكامل" (٥/ ٣٧٥) فالإسناد ضعيفٌ بسببه.
(٥) في مسنده -كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (٣/ ٣٢٦ رقم ٢٨٣٨) - من طريق عِسل عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا به. وأخرجه أحمد في مسنده (١٤/ ١٩٢ رقم ٨٤٩٥) من طريق عِسل به، ومن طريقه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص ١٣٨).
(٦) "مسند أحمد" (١٥/ ١٦ رقم ٩٠٣٩) من طريق عِسْل بن سفيان، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعًا به.
ورواية عِسل هذه لا تُقوِّي رواية أبي حنيفة ولا تتقوَّى بها لضعفهما واختلاف لفظيهما، وقال ابن عدي: ولا يحفظ عن عطاء إلا من رواية أبي حنيفة عنه، وروي عن عِسل عن عطاء مسندًا وموقوفًا … "الكامل" (٧/ ١٢).