وقد اختلف على موسى فيه، فتارة رواه عن عبد الله بن عمر المكبر كما مضى، وتارة عن عُبيد اللَّه بن عمر المصغر، كما أخرجه العقيلي في "الضعفاء" رقم (٥٧٣٨)، الدارقطني في "السنن" رقم (٢٦٩٥)، وعنه ابن النجار في "تاريخ المدينة" (ص ٢٢١)، والبيهقي في "الشعب" رقم (٣٨٦٣)؛ كلهم عن موسى بن هلال عن عبيد اللَّه بن عمر العمري (المصغَّر) عن نافع به. والصحيح روايته عن المكبَّر كما جاء مصرحًا عند الدولابي في "الكنى" حيث قال: " … ثنا موسى بن هلال ثنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن أخو عبيد اللَّه … "، فإنه لم يكنى بأبي عبد الرحمن إلا المكبَّر، وقد رجحه غير واحد من الأئمة، فقال ابن عدي: "وعبد الله أصح، ولموسى غير هذا وأرجو أنه لا بأس به". وذكر العقيلي في ترجمة موسى أنه روى عن عُبيد اللَّه بن عمر، فقال: "ولا يصح حديثه ولا يتابع عليه"، ثم ذكر هذا الحديث وقال: "الرواية في هذا الباب فيها لين". وقد رجح السبكي رواية موسى عن المصغَّر كما ذكره الحافظ في اللسان، وعلى فرض ثبوتها فقد قال البيهقي في "الشعب" (٦/ ٥٢) عقب رواية موسى عن المصغر: "وسواء قال: عُبيد اللَّه أو عَبد الله فهو منكر عن نافع عن ابن عمر، لم يأت به غيره". اهـ. وقد توسع الحافظ في ذكر المرجحات لرواية موسى عن المكبَّر بما لا يدعٍ مجالًا للشك، فراجعه في ترجمة موسى من "اللسان" (٨/ ٢٢٨ - ٢٣١) فإنه مهم جدًّا. (١) لم أقف عليه في المطبوع، وذكر الحافظ في "اللسان" (٨/ ٢٢٨) أن ابن خزيمة أخرجه في "صحيحه" في باب زيارة قبر النبي ﷺ. وقال: "إن ثبت الخبر فإن في القلب منه [كذا] "، ثم ذكر روايةَ محمد بن إسماعيل الأحمسي عن موسى عن عَبْد الله -المكبَّر-، وروايةَ عبيد بن محمد الوراق عن موسى عن عُبَيد اللَّه -المصغَّر-، فقال بعده: "أنا أبرأ من عُهدة هذا الخبر، ورواية الأحمسي أشبه؛ لأن عُبيد اللَّه بن عمر أجل وأحفظ من أن يروي مثل هذا المنكر، فإن كان موسى بن هلال لم يغلط فيمن فوق أحد العُمَرَين، فيشبه أن يكون هذا من حديث عَبْد الله بن عمر، فأما من حديث عبيد اللَّه بن عمر، فإني لا أشك أنه ليس من حديثه". اهـ. (٢) لم أقف عليه.