للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدِّين -يعني الحلبي (١) - أنَّ ابنَ أبي شيبةَ (٢) أخرج عن إسماعيلَ -يعني ابنَ عُليَّةَ- عن ابنِ إسحاقَ (٣)، حدَّثني عبدُ الله بن رافعٍ، عن أمِّ سلمَةَ مرفوعًا: "إذا حضرَ العَشاءُ وحَضَرت العِشاءُ، فابدءوا بالعَشاء".

فإنْ كانَ ضَبَطَه فَذَاكَ، وإلا فقد رواه أحمد في مسنده (٤) عن إسماعيلَ بلفظ: "وحَضَرَت الصلاةُ"، ثم راجعتُ "مصنفَ ابن أبي شيبة" فرأيتُ الحديثَ فيه، كما أخرجه أحمد (٥).

وأصلُ الحديثِ في المتفق عليه (٦) بلفظ: "إذا وُضِعَ العَشاءُ وأقيمت الصلاةُ، فابدءوا بالعَشاء". ولمَّا أورَدَه الصَّغانيُّ (٧) في مَشَارقه، حَكَى أنه رأى النبي في مَنَامِهِ، وسأله عن صِحَّتِهِ، فقال: "نعم، هو صحيحٌ" (٨).


(١) قطب الدين الحلبي؛ هو الحافظ عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي الأصل والمولد، المصري الإقامة والوفاة، توفي سنة (٧٣٥ هـ)، سمع منه الإمام الذهبي، وذكره في "معجمه المختص" (ص ٧٥ رقم ١٨٠)، وترجمته في: "معجم الشيوخ" للسبكي (١/ ٢٦١ رقم ٧٩)، و"ذيل طبقات الحفاظ" للحسيني (ص ٧).
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (٧٩٩٧) قال: حدثنا ابن علية، عن محمد بن إسحاق به بلفظ: "إذا حضر العشاء وحضرتِ الصلاة فابدؤوا بالعشاء" ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٣/ ٢٩٧ رقم ٦٦٠) من طريق ابن أبي شيبة عن إسماعيل به.
(٣) محمد بن إسحاق؛ صدوقٌ يُدلِّس كما في التقريب (٥٧٢٥)، لكنه صرَّح بالتحديث، فزال المحذور.
(٤) "مسند أحمد" (٤٤/ ١٠٤ رقم ٢٦٤٩٩) حدثنا إسماعيل به.
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وهو صحيح لغيره، لأنه في الصحيحين من وجهٍ آخر.
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات سمع بعضهم من بعض. "المجمع" (٢/ ٥٩ رقم ٢١٨٨).
(٥) إلى هنا ينتهي كلام الحافظ ابن حجر.
(٦) "صحيح البخاري" (٥٤٦٣، ٥٤٦٥)، و"صحيح مسلم" (٥٥٧، ٥٥٨) كلاهما من حديث أنس وعائشة .
(٧) هو: الإمام رضي الدين حسن بن محمد الصغاني، المتوفى سنة (٦٥٠ هـ)، واسم كتابه: "مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية"، وموضوعه: الجمع بين الصحيحين. "كشف الظنون" (٢/ ١٦٨٨)، و"الرسالة المستطرفة" (ص ١٧٤).
(٨) قال النووي -بعد أنْ نقَلَ عن القاضي عياض حكايته الإجماع على أنَّ المنام لا تبطل بسببه سنةٌ ثبتَت ولا تثبُتُ به سنةٌ لم تثبُتْ-: وكذا قاله غيره من أصحابنا وغيرهم، =

<<  <  ج: ص:  >  >>