للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال حِزْقيل: سبحانك ما أعظمك (١) يا رب! فقال الله: إنّ السماوات والأرض ضعفن عن أن يسعنني، ووسعني قلب المؤمن الوادع الليِّن" (٢).

ورأيت بخط ابن الزركشي: سمعتُ بعض أهل العلم يقول: هذا -يعني: حديث الترجمة- حديث باطل؛ وهو من وضع بعض (٣) الملاحدة؛ وأكثر ما يرويه المتكلم على رؤوس العوامّ: علي بن وَفا (٤)؛ لمقاصد يقصدها؛ ويقول عند الوجد والرقص: "طوفوا ببيت ربكم (٥)!."

قلت: وقد روى الطبراني من حديث أبي عِنَبَة الخولاني رفعه: "إنّ لله آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها" (٦)


(١) "ما أعظمك" سقط من (م).
(٢) "الزهد" (ص ١٠٣).
(٣) زيادة من (م).
(٤) هو: علي بن محمد بن محمد بن وفا أبو الحسن القرشي الأنصاري، السكندري الأصل، المصري، الشاذلي، المالكي الصوفي، من القائلين بوحدة الوجود، نسأل الله السلامة. انظر: "الضوء اللامع" (٦/ ٢١)، والطبقات الكبرى للشعراني.
(٥) لم أقف على كلام الزركشي هدا في التذكرة، مع ذكره هذا الحديث ونقله عن ابن تيمية كلامه السابق مقتصرًا عليه. "التذكرة في الأحاديث المشتهرة" (ص ١٣٥).
(٦) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" من "المنتقى" منه (ق ٤٠/ ١) كما في "الصحيحة" للألباني (٤/ ٢٦٣):
قال الطبراني: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: أنبأ بقية بن الوليد قال: حدثني محمد بن زياد عن أبي عنبة الخولاني يرفعه إلى النبي : … فذكره.
وسنده حسن من أجل بقية بن الوليد؛ فإنه صدوق مشهور بالتدليس -كما سبق بيان حاله- لكنه صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.
وبقية رجال الإسناد ثقات.
وقد جوّد إسناده العراقي كما في "إتحاف السادة المتقين" (٧/ ٢٤١).
وحسّن إسناده الهيثمي فيما نقله المناوي عنه في "فيض القدير" (٢/ ٤٩٦) وأقره.
وقال الألباني: إسناده قوي … وبقية … صرح بالتحديث كما ترى، فأمنّا بذلك شر تدليسه. "الصحيحة" (٤/ ٢٦٣).
وله شاهد من حديث أبي أمامة لكنه واه جدًّا أخرجه أحمد في "الزهد" (ص ١٩١) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٩٧) من طريق محمد بن القاسم: ثنا ثور عن خالد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : "إن لله في الأرض آنية وأحب آنية الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>