قال الترمذي: هذا حديث غريب وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه. قلت: وهو علة الإسناد؛ قال ابن عدي: هو في جملة من يكتب حديثه، وقال ابن حجر: ضعيف. "الكامل" (٤/ ٢٩٥)، "التقريب" (ص ٥٧١). ومثل من كان في هذه الحالة فإنه يتقوى بمن يتابعه أو وُجد ما يشهد له ولحديثه شواهد يكون بها حسنًا لغيره. ولذا قال الألباني في "مختصر الشمائل" (ص ١٩٥، ١٩٦): استغربه الترمذي لأن فيه عبد الرحمن المليكي لكن الحديث صحيح بما له من الشواهد. ومن هذه الشواهد حديث أبي بكر كما سيشير إليه المؤلف. (١) لم أقف عليه في الكتب التي اعتنت بزوائد أحمد بن منيع. ووجدته من حديث أبي بكر عند ابن ماجه في "سننه"، كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه (ص ٢٨٥)، (ح ١٦٢٧)، وأبو يعلى في "مسنده" (١/ ٣٢)، (ح ٢٣)، والبزار في "مسنده" (١/ ٧١)، (ح ١٨)، والمروزي في مسند أبي بكر (ص ٦٦)، (ح ٢٦)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٣٤٩) كلهم من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر مرفوعًا به. والحديث بهذا السند ضعيف من أجل حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس؛ قال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. قال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه .. وقال الحافظ: ضعيف. انظر: "الجرح والتعديل" (٣/ ٥٧)، "الكامل" (٢/ ٣٤٩)، "التقريب" (ص ٢٤٨). وضعفه الحافظ في "الفتح" به (١/ ٥٢٩). لكن الحديث بشاهده السابق يتقوى؛ فهو به حسن لغيره. ويروى عن أبي بكر موقوفًا عليه أخرجه الترمذي في "الشمائل" (ص ٣٣٦)، (ح ٣٩٧)، والطبراني في "الكبير" (٧/ ٥٦)، (ح ٦٣٦٧) كلاهما من طريق سلمة بن نبيط أخبرنا عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد وكانت له صحبة فذكر قصة وفاة النبي ﷺ بطولها وأن الصحابة سألوا أبا بكر أين يدفن؟ فقال: قال في المكان الذي قبض الله فيه روحه فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب =