وقوله: حسن لاعتضاده لأن حديث زيد بن أرقم فيه ضعف وتقويته من جهة حديث عائشة الآتي وبيان ذلك: أن حديث زيد بن أرقم هذا أخرجه أيضًا البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ٢٤٤)، والبزار في "مسنده" (ح ٤٣٤٥)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٥/ ٢٠٠)، (ح ١٩٣٨)، وابن عدي في "الكامل" (٦/ ٨٢)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (ص ١١٧٥)، (ح ٢٩٨١) كلهم من طريق عبيد بن إسحاق قال: نا كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ما بعث الله نبيًّا قط إلا عاش نصف الذي عاش النبي الذي قبله". قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن زيد بن أرقم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وهو ضعيف جدًّا فإن عبيد بن إسحاق العطار متروك في الحديث؛ قال ابن معين: ليس بشيء، ومرة ضعفه. وقال البخاري: منكر الحديث، ومرة: عنده مناكير، وقال النسائي والأزدي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن. انظر: ضعفاء البخاري (ص ٨٧) و"التاريخ الأوسط" (٢/ ٣٠٥)، "الجرح والتعديل" (٥/ ٤٠١) "الضعفاء" للنسائي (ص ١٧٠)، "الكامل" (٥/ ٣٤٧)، "ميزان الاعتدال" (٣/ ١٨). فحديث من كان في هذه المرتبة ضعيف جدًّا لا يتقوى ولا ينجبر، وتحسين الحافظ ابن حجر والسخاوي يعتبر تساهلًا. والحديث من هذا الوجه ضعفه الحافظ السخاوي نفسه في "الأجوبة المرضية" وقال المناوي في "التيسير" (٢/ ٦٦٨): إسناده واه. وقال الألباني: ضعيف جدًّا. "الضعيفة" (٩/ ٤٢٤). لكن المحفوظ في هذا الحديث هو الإرسال سندًا ومتنًا فإن يحيى بن جعدة اختلفوا عليه فرواه حبيب موصولًا كما سبق. وخالفه عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة مرسلًا بلفظ: "إنه لم يعمر نبي قط إلا عمر الذي بعده نصف عمر صاحبه وعَمّر عيسى أربعين وأنا عشرين". أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٢/ ٣٠٨) وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (٥/ ٩)، (ح ٢١٠٥) كلاهما من طريق حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار به. وتابع حمَّادًا سفيان بن عيينة فيما ذكره المناوي في "فيض القدير" (٥/ ٤٣٢). =