وأما عن حال ابن عياش فانظر المراجع في ذلك تحت حديث رقم (٨٠٤). والعلة الثانية: الانقطاع بين عبيد الله بن أبي جعفر وعبد الله بن عمرو. نص على ذلك البيهقي في "الشعب" (٣/ ٢٦٤) عقب رواية الحديث فقال: "وفي إسناد هذا الحديث إرسال بين عبيد الله، وعبد الله". وأشار إلى الانقطاع ابن عساكر في "تاريخه" (٣٧/ ٤١٠) فقال عقب رواية الحديث: قال البحيري هكذا قال عن ابن أبي جعفر عن عبد الله بن عمرو وبلغني أن عبيد الله ولد في سنة ستين وهو من سبي أطرابلس الغرب. قلت: وعبد الله بن عمرو كانت وفاته سنة (٦٥)، نص عليه ابن زبر في "مولد العلماء ووفياتهم (١/ ١٨٠ ي)، وابن حجر في "الإصابة" نقلًا عن الواقدي (٦/ ٣١١) فلم يدرك عبيد الله من حياة شيخه الصحابي سوى خمس سنين. وللحديث شواهد عن أنس وعبد الله بن عباس وزيد بن أسلم مرسلًا: فأما حديث أنس فأخرجه تمام في الفوائد (١/ ١٨٢)، (ح ٤٢٤)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٢/ ٢٦٠)، (ح ١٣١٦)، وابن عساكر في "تاريخه" (١٧/ ٦٣) كلهم من طريق أبي يزيد خلاد بن محمد بن هانئ بن واقد الأسدي: ثنا أبي محمد بن هانئ: ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي البالسي: ثنا خصيف عن عكرمة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "إن أفضل الهدية أو أفضل العطية الكلمة من كلام الحكمة يسمعها العبد ثم يتعلمها ثم يعلمها أخاه خيرًا له من عبادة سنة على نيتها". وسنده واه؛ فيه علل: أبو يزيد خلاد لم أقف على حاله. وأبوه محمد بن هانئ ترجمه ابن أبي حاتم وقال: "سمع منه أبي"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. "الجرح والتعديل" (٨/ ١١٧). وعبد العزيز القرشي البالسي اتهمه أحمد بن حنبل وأمر بالضرب على أحاديثه وقال عنها: كذب. أو قال: موضوعة. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: سائر أحاديثه ليس لها أصول ولا يتابعه الثقات عليها، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال. انظر: "العلل ومعرفة الرجال" (٣/ ٣١٨)، "المجروحين" (٢/ ١٣٨)، "الكامل" (٥/ ٢٨٩)، "الميزان" (٢/ ٦٣١). والشاهد الثاني: من حديث عبد الله بن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٢/ ٤٣)، (ح ١٢٤٢١) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي: ثنا إبراهيم بن عبد الملك السلمي =