وعلى كلٍّ، فالأثر ضعيف من أجل تفرد خلاد؛ فإنه مما لا يحتمل تفرده. قال البخاري في "تاريخه" (٣/ ١٨٩) بعد روايته الحديث من طريق خلاد: "لا يتابع عليه". وفسرها البيهقي في الشعب بقوله: تفرد به خلاد بن يزيد الجعفي هذا. (٦/ ٣١). وزادها الذهبي وضوحًا في "الميزان" (١/ ٦٥٧) فقال: "انفرد بحديث حمل ماء زمزم والاستشفاء به". والحديث حسنه الترمذي في "جامعه" (ح ٩٦٣)، وصححه الحاكم في "المستدرك" (١/ ٤٨٤). وتعقبهما ابن حجر فأجاد في "التلخيص" (٢/ ٦٠١) بقوله: "وفي إسناده خلاد بن يزيد وهو ضعيف، وقد تفرد به فيما يقال". وقد سبق أن بينا أن ضعف خلاد يسير فهو مما يتقوى حديثه ويعتضد بالشواهد، ومن شواهده حديث سهيل السابق فهو به حسن لغيره. (١) أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (٢/ ٤٦) فقال: حدثنا محمود بن غيلان قال: ثنا أبو داود ووهب بن جرير قالا: ثنا شعبة عن منصور عن مجاهد قال: كان ابن عباس. . . فذكره. وسنده صحيح؛ رجاله ثقات حفاظ مشهورون من رجال الشيخين. قال الحافظ ابن حجر فيما نقله عنه المناوي في "فيض القدير": إسناده على شرط الشيخين. (٥/ ٩٦). ورواه الفاكهي أيضًا بلفظ مقارب (٢/ ٤٦) من طريق غندر عن شعبة به. (٢) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ١٥)، (ح ٢٥٦٦) فقال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: ثنا أبو كريب: ثنا الحسن بن الربيع عن سالم أبي عبد الله عن حبيب بن أبي ثابت قال: سألت عطاء: أحمل من ماء زمزم؟ فقال: فذكره. . . وهذا الأثر أورده الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٦٢٣) وأعله بقوله: "فيه من لم أعرفه". وكأنه يقصد بذلك سالمًا أبا عبد الله الراوي عن حبيب فإني لم أجد من ترجمه. وبقية رجاله موثقون. ويروى عن عطاء في هذا المعنى من طريق آخر، رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (ح ٢٤١٩٠) قال: حدّثنا وكيع عن مغيرة بن زياد عن عطاء في ماء زمزم يُخرج بِه من الحرم؟ فقال: انتقل كعب بثنتي عشرة راوية إلى الشَّام يَستشفون بها. وسنده لا بأس به. =