لكن يغني عنه ما ورد في "صحيح البخاري" (٨/ ١٣)، (ح ٦٠٣٢) من حديث عائشة ﵂ أن رجلًا استأذن على النبي ﷺ فلما رآه قال: "بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة". فلما جلس تطلّق النبي ﷺ في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلّقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله ﷺ: "يا عائشة متى عهدتني فحّاشًا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره". قال ابن حجر: "بئس أخو العشيرة" هو من النصيحة ليحذر السامع .... وأن المجاهر بالفسق والشر لا يكون ما يُذكر عنه من ذلك من ورائه من الغيبة المذمومة؛ قال العلماء: تُباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعًا، حيث يتعين طريقًا إلى الوصول إليه بها: كالتظلم، والاستعانة على تغيير المنكر، والاستفتاء، والمحاكمة، والتحذير من الشر، ويدخل فيه تجريح الرواة والشهود. انظر: "فتح الباري" (١٠/ ٤٧١). (٢) "شعب الإيمان" (٩/ ١٢٧)، برقم (٦٣٧٥) وفي موضع آخر (١٢/ ١٧٠)، برقم (٩٢٢٧) من طريق الربيع بن صبيح عن الحسن به. ورواه أيضًا ابن أبي الدنيا في "الصمت" (ص ١٤٢) وفي "الغيبة والنميمة" (ص ٩٠): حدثنا علي بن الجعد: أنبأنا الربيع بن صبيح عن الحسن به. ورواه أيضًا اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة" (١/ ١٤٠)، ط .. حمدان من طريق هشام الدستوائي والربيع كلاهما عن الحسن به. وأخرجه الهروي في "ذم الكلام" من طريق الربيع به (٣/ ٣١١). والأثر سنده جيد كما قال المؤلف؛ فإن رجاله موثقون. (٣) "شعب الإيمان" (٩/ ١٢٦، ١٢٧)، برقم (٦٣٧٤) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار العدل: نا زكريا بن دلويه: نا علي بن سلمة اللبقي قال: سمعت ابن عيينة يقول: فذكره. في إسناده زكريا بن دلويه: لم أقف على حاله، وبقية رجاله ثقات.