قال: وفي الباب عن أبي هريرة. وحديثه مروي عنه من ثلاث طرق: الأول أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (ص ٦٤)، (ح ١٣٠)، والبزار كما في "مسنده" (ح ٨١٧٦)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٢/ ٣١٧)، (ح ١٤٤٠)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (٢/ ٤٠٥، ٤٠٦) جميعهم من طريق محمد بن عمار الملقب بـ (كشكاش) عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعًا به. عند البزار والخطيب (شيئًا) والباقي (شربة ماء). ورجال الإسناد ثقات عدا كلام يسير في صالح مولى التوأمة ينزل به إلى رتبة الصدوق واختلط بآخره كما قال الحافظ. وقد قال عنه أحمد: ما أعلم به بأسًا. وضعفه ابن معين والنسائي، ومشاه ابن عدي فقال: لا بأس به. ووثقه ابن المديني في روايته قبل الاختلاط. "سؤالات ابن أبي شيبة" لابن المديني (ص ٨٦)، و"العلل" لأحمد (٢/ ٣١١)، "الكامل" لابن عدي (٤/ ٥٨)، "الكواكب النيرات" (ص ٢٥٨)، "التقريب" (ص ٤٤٨). وميز بعض الأئمة عن من أخذ منه قبل التغير ومن أدركه لما كبر وخرف. قال ابن عدي كما في "الكامل" (٤/ ٥٨): "وهو في نفسه ورواياته لا بأس به إذا سمعوا منه قديمًا والسماع القديم منه سمع منه ابن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سعد وغيرهم ممن سمع منه قديمًا، فأما من سمع منه بأخرة فإنه سمع وهو مختلط، ولحقه مالك والثوري وغيرهم بعد الاختلاط، وحديث صالح الذي حدث به قبل الاختلاط، ولا أعرف له حديثًا منكرًا إذا روى عنه ثقة، وإنما البلاء ممن دون ابن أبي ذئب ويكون ضعيفًا فيروي عنه، ولا يكون البلاء من قبله، وصالح مولى التوأمة لا بأس برواياته وحديثه". وزاد ابن الكيال: أسيد بن أبي أسيد وسعيد بن أبي أيوب وعبد الله بن علي الإفريقي وعمارة بن غزية وموسى بن عقبة. "الكواكب النيرات" (ص ٢٦٢، ٢٦٣). قلت: ولم أر من نص على محمد بن عمار هل سمع منه في القديم أم لا، لكنه قد توبع من قبل سعيد المقبري وهو ثقة، وهي ثاني الطرق عن أبي هريرة: أخرجها ابن أبي عاصم في "الزهد" (ص ٦٣)، (ح ١٢٩)، وابن عساكر في "تاريخه" (٥٢/ ١٠٧) من طريق يونس بن بكير عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به رفعه. وخالفه موسى بن داود -شيخ فيه اضطراب قاله أبو حاتم- فرواه عن أبي معشر عن سعيد مرسلًا. أخرجها البيهقي في "الشعب" (١٣/ ٨٢)، (ح ٩٩٨٧). =