وشيخ الطبراني أورده الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٢١/ ١٨٣) وقال: عن سعيد بن سليمان سعدويه. وعنه: الطبراني. ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ثم وقفت على اللفظ -الذي ذكره المؤلف- أو قريب منه عند الديلمي في "مسنده" (٣/ ٦١٨) عن أنس: من آذى مسلمًا بغير حق فكأنما هدم بيت الله الحرام عشر مرات وهدم بيت المعمور في السماء عشر مرات، وكمن قتل ألف ملك من مقربي الملائكة. وفتشت عنه في "زهر الفردوس" لأقف على سند له فلم أجده فيه. ولم يتيسر لي الوقوف عليه في المسند المخطوط. وعلى كلٍّ؛ فإن المصنفين الذين جاءوا بعد السخاوي كالعجلوني والقاري والشوكاني تتابعوا على عزوه للطبراني في "الأوسط" و"الصغير" وعمدتهم النقل عن السخاوي. (١) روي هذا الحديث بهذا اللفظ عن عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وابن عباس وأبي هريرة وقفًا ورفعًا: فأما حديث عبد الله بن عمر فرواه ابن ماجه في "سننه" (ص ٦٤٩)، (ح ٣٩٣٢)، والطبراني في "مسند الشاميين" (٢/ ٣٩٦)، (ح ١٥٦٨) كلاهما من طريق نصر بن محمد: ثنا عبد الله بن أبي قيس: ثنا عبد الله بن عمر قال: رأيت رسول الله ﷺ يطوف بالكعبة وهو يقول: "ما أطيبك وأطيب ريحك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك؛ ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرًا". وإسناده ضعيف من أجل نصر بن محمد الضبعي أبو القاسم، قال أبو زرعة: لست أحدث عنه، وأمر بالضرب على حديثه. وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه وهو ضعيف الحديث لا يصدق. وضعفه الحافظ. انظر: "أجوبة أبي زرعة على البرذعي" (٢/ ٧٠٥)، "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٦٥)، "التقريب" (ص ١٠٠٠). وأورده البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (٣/ ٢٢٣) وضعفه به. وجاء عن عبد الله بن عمر موقوفًا بسند حسن أخرجه الترمذي في "جامعه" (ح ٢٠٣٢)، وابن حبان في "صحيحه" (١٣/ ٧٥)، (ح ٥٧٦٣) من طرق عن الفضل بن موسى: حدثنا الحسين بن واقد عن أوفى بن دلهم عن نافع قال: نظر ابن عمر يومًا إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك. =