والخلاصة أنَّ الذين رووه بالوجه الأول أكثر وأوثق، فروايتُهُم هي المحفوظة، والذين رووه بالوجه الثاني سَلَكُوا الجادةَ فَوَهِموا، ويكون الإسناد ضعيفًا لإبهام الرواي عن أبي هريرة، والله أعلم. ولكنْ للحديث شواهد كما سيأتي. (١) "الفوائد المنتقاة" (الخِلَعيَّات) (ص ٢٤٥ رقم ١٠٣ رسالة د. علي النهاري). (٢) محمد بن يونس؛ هو الكديمي، بالتصغير، أبو العباس السامي، بالمهملة، البصري، وثقه جماعة واتهمه بالوضع آخرون كما في "تهذيب الكمال" (٢٧/ ٨١ رقم ٥٧٢١). وقال ابن عدي: اتُّهِم بوضع الحديث وبسرقته، واذَعى رؤيةَ قومٍ لم يرهم، وروايةً عن قومٍ لا يُعرفون، وترك عامة مشايخنا الرواية عنه … والكديمي أظهر أمرًا من أن يُحتاج أن يتبيَّن ضعفه. "الكامل" (٦/ ٢٩٢ - ٢٩٤)، وقال ابن حجر: ضعيف … "التقريب" (٦٤١٩). (٣) عَون بن عمارة؛ هو القيسي أبو محمد البصري، قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وكان منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث. "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٨٨)، وقال ابن حجر: ضعيف من التاصعة مات سنة اثنتي عشرة. "التقريب" (٥٢٢٤). (٤) اختلفَ نقَّادُ الحديثِ في سماعِ الحسنِ من سَمُرة اختلافًا شديدًا، ولعلَّ الراجح أنه سمع منه كما قال علي بن المديني والبخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم. انظر: "التاريخ الكبير" (٢/ ٢٩٠)، و"علل الترمذي الكبير" (ص ٤١٤)، و"سير أعلام النبلاء" (٣/ ١٨٣ - ١٨٤). وهذا الإسناد ضعيف جدًّا بسبب محمد بن يونس الكديمي، وعَون بن عمارة.