كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وراويه (١) يحيى في عِدَاد من يضع (٢).

وله طريق أخرى (٣): فأخرجه ابن جميع (٤) في "معجمه" والقضاعي من "مسنده" (٥) من جهة الكرماني بن عمرو (٦): ثنا مبارك بن فَضَالة (٧) عن الحسن عن أبي بكرة بلفظ: "يولّى عليكم" بدون شك. وفي سنده إلى مبارك مجاهيل (٨).

(١) في الأصل و (ز): "ورواية"، والمثبت من (د) و (م) لكن وقع في "فيض القدير" (٥/ ٤٧): "ورواية". موافقة للأصل.
(٢) كذبه في الحديث: ابن معين وأبو حاتم وصالح جزرة والنقاش، وقال ابن عدي: يضع الحديث ويسرقه. وقال أحمد: ليس بثقة؛ لا يكتب حديثه. وانظر: "اللسان" (٨/ ٤٨٢).
فيتلخص من هذا التخريج أن الحديث موضوع فيه علتان:
الأولى: يحيى بن هاشم؛ كذبه الأئمة ورموه بالوضع.
والثانية: إرسال أبي إسحاق السبيعي فإنه من الطبقة الوسطى كما عده الحافظ فهو يروي عن بعض الصحابة كأنس والبراء والتابعين فأحسن أحواله أن يكون حديثه مرسلًا.
هذا في رواية البيهقي، وأما في رواية الحاكم والديلمي التي فيها الشك عن أبي بكرة مرفوعًا.
فالحكم أيضًا على الحديث بالوضع؛ لأن المدار واحد وهو يحيى الغساني الوضاع.
وقد أورده بعض من صنف في الموضوعات: كالفتني في "تذكرته" (ص ١٨٢)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ح ٦٢٤).
(٣) وقع في الأصل: "طرق أخر" وفي (ز): "طرق أخرى" وفي (م): "طريق أخرى" وهي التي أثبتها لتوافقها مع السياق.
(٤) "معجم الشيوخ" لابن جميع الصيداوي (ص ١٤٩). قال: حدثنا محمد بن يوسف بسيراف، حدثنا أبو المثنى، حدثنا محمد بن يحيى بن عثمان، حدثنا الكرماني بن عمرو به.
ومن طريقه الطيوري كما في "الطيوريات" (٤/ ١٣٥٨)، (ح ١٣١٨).
(٥) "مسند الشهاب" (١/ ٣٣٦)، (ح ٥٧٧).
(٦) كرماني بن عمرو بن المهلب الأزدي أخو معاوية بن عمرو، روى عن بشر بن عمر بن ذر، روى عنه إسحاق بن إبراهيم ابن بنت سعد بن الصلت المعروف: بـ (شاذان)، هكذا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٧/ ١٧٦) ولم يتكلم فيه بشيء. وذكره أيضًا ابن ماكولا في "الإكمال" (٧/ ١٧١).
(٧) تقدم التعريف به عند حديث رقم (١٧٠).
(٨) قوله: "في سنده إلى مبارك مجاهيل" هي عبارة الحافظ ابن حجر بنصها في تخريجه للكشاف.
وهم ثلاثة: الأول: محمد بن يوسف بن صبح ويرى ابن عساكر أن الصواب في =