والدولابي في "الكنى والأسماء" (١/ ١٧٧)، (ح ٣٤٤)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٣٨٠)، (ح ٩٤٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٣٠٦) كلهم من طريق عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة قال: قال رسول الله ﷺ: تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة. وهذا إسناد ضعيف؛ آفته جهالة عقيل بن شبيب، قال عنه أبو حاتم: مجهول، وقال أبو الحسن بن القطان الفاسي: غير معروف الحال، وقال ابن حجر: مجهول. انظر: "بيان الوهم والإيهام" (٤/ ٣٨٠)، و"التهذيب" (٣/ ١٢٩)، "التقريب" (ص ٦٨٦). لكن يشهد لجملة "أصدقها حارث وهمام" ما رواه ابن وهب في "جامعه" (١/ ٩١)، (ح ٤٧) قال: حدثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ: أصدق الأسماء الحارث وهمام وأبغضها إلى الله حرب ومرة، وأكذبها خالد ومالك، لا مالك إلا الله. وهذا إسناد ضعيف أيضًا من أجل العمري، فقد ضعفه جمع من أهل العلم كأحمد والبخاري والنسائي. مات سنة (١٧٣ هـ). "تهذيب التهذيب" (٢/ ٣٨٩). أما عن رواية الإرسال فهي عند ابن وهب في "جامعه" (١/ ٩٠)، (ح ٤٦) قال: أخبرني داود بن قيس عن عبد الوهاب بن بُخْت قال: قال رسول الله ﷺ: خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن وأصدق الأسماء همام وحارث، وشر الأسماء حرب ومرة. هذا مرسل ورجاله ثقات. وأما الرواية المرسلة الأخرى فرواها عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر اليَحْصُبي أن النبي ﷺ قال: … فذكره بلفظ مقارب. أخرجها ابن وهب في "الجامع" (١/ ٩٩)، (ح ٥٣). وهذا ضعيف من أجل إرساله، ورواية العبادلة عن ابن لهيعة أعدل من غيرها، وابن وهب منهم. قال ابن حجر في "التقريب" (ص ٥٣٨) صدوق؛ خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيء مقرون. وجملة القول أن حديث أصدق الأسماء حارث وهمام، حسن لغيره بمجموع هذه الطرق وهي مما يتقوى بعضها ببعض والله أعلم. وصححه الألباني بشواهده، انظر: "الصحيحة" (٣/ ٣٣)، (ح ١٠٤٠).