وفي إسناده علة؛ وهي رواية أبي الأحوص عن عطاء، وهو ممن لم يتميز حديثه عنه، ولكن الحديث صحيح بمتابعة الثوري وحماد بن سلمة له، كما مر عند أبي داود وأحمد في "مسنده". وقد روي عن عطاء بإسناد آخر كما عند ابن ماجه أيضًا (ص ٦٩٤)، (ح ٤١٧٥)، من طريق عبد الرحمن المحاربي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: "يقول الله سبحانه … " فذكره بلفظ الترجمة. وعند ابن حبان أيضًا في "صحيحه" (١٢/ ٤٨٦)، (ح ٥٦٧٢) من طريق ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعًا بلفظ مقارب. قلت: وهذا الإسناد لا يصح بل هو منكر، لما يأتي: رواية عبد الرحمن المحاربي عن عطاء مما لم تتميز قبل الاختلاط أو بعد، ثم هو مخالف فيه لجماعة من الأثبات الذين رووا عن عطاء قبل الاختلاط كسفيان وغيره كما سبق بيانه. وقد تابعه ابن فضيل كما عند ابن حبان وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط، نص على ذلك أبو حاتم، بقوله: بلغني أن رواية ابن فضيل عن عطاء فيها غلط واضطراب. "الكواكب النيرات" (٣٣١). ثم إن هذا الإسناد مخالف لجميع من روى عن عطاء سواء منهم من روى عنه قبل الاختلاط أو بعد، فالحكم لهم. قال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٢/ ٦٩) أن هذا الإسناد من تخاليط عطاء، والله أعلم. وعلى قول الألباني أن العلة من عطاء لا ممن روى عنه لأجل اختلاطه وهو الصواب. (١) كذا الأصل و (م)، و (د) وليس هو في (ز). (٢) لكن لفظ مسلم أن أبا هريرة وأبا سعيد قالا: قال رسول الله ﷺ: "العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته". وليس فيه نسبته لله ﵎ صراحة. (٣) قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ فالضمير في "إزاره ورداؤه" يعود إلى الله تعالى للعلم به، وفيه محذوف تقديره: قال الله تعالى: ومن ينازعني ذلك أعذبه. =