للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويُحكى عن ليث بن أبي سُلَيْم (١) أنه قال: "كنت أمشي مع طلحة بن مُصرِّف (٢) فتقدمني؛ وقال: والله لو علمتُ أنك أكبر منّي بيوم ما تقدمتك" (٣).

وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد: "إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم" وساق حديث ابن عمر: "أخبروني بشجرة مثلها مَثَلُ المسلم (٤) … " وأنه منعه من الإعلام بما وقع في نفسه من كونها النخلة؛ وجود أبي بكر وعمر وسكوتهما، وقال له أبوه: "لو قلتها كان أحبَّ إلي من كذا وكذا" قال: "ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتُما؛ فكرهتُ".

وكل هذا لا يَمنعُ التّنويهَ بفضيلة الصغير؛ ففي الصحيح عن ابن عباس قال: "كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه؛ فقال: لِمَ تُدخِل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: "إنه ممن (٥) عَلِمتُم". وفي لفظ:


= "مسنده" (٣٤/ ٢١٧)، (ح ٢٠٦١٢)، البخاري في "الأدب المفرد" (١/ ١٣٢)، (ح ٣٦١)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢/ ٣٤٩)، (ح ١١٦٣)، والبيهقي في "الشعب" (٧/ ٤٦٤)، (ح ١١٠٠٨) من طرق عن شعبة عن قتادة، قال سمعت مطرّفًا يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم أن أباه أوصى عند موته فذكره.
قلت: إسناده متصل ورجال الإسناد كلهم ثقات.
(١) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (٢٣٠).
(٢) طلحة بن مُصرِّف بن عمرو اليامي -بالتحتانية- الكوفي ثقة قارئ فاضل ع. "التقريب" (ص ٤٦٤).
(٣) ابن الجعد في "مسنده" (١/ ٩٧٥)، برقم (٢٨١٤). ورواه أيضًا أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ١٧) كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس عن ليث به …
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١/ ١٧٠)، من طريق أبي سعيد الأشج: نا عبد الله بن إدريس: نا مالك بن مغول قال: كنت أمشي مع طلحة بن المصرّف … فذكره.
(٤) البخاري في "الأدب المفرد" (١/ ١٣٢)، ح رقم (٣٦٠) قال: ثنا مسدد ثنا: يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال: ثني نافع عن ابن عمر به.
والحديث أخرجه في "صحيحه" بالإسناد نفسه، كتاب الأدب - باب إكرام الكبير … (٨/ ٣٤)، (ح ٦١٤٤).
(٥) هكذا بالنسخ كلها، وفي المصدر زيادة "قد" صحيح البخاري، كتاب المغازي، (٥/ ١٤٩)، (ح ٤٢٩٤). =

<<  <  ج: ص:  >  >>