للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من جهة أبي الهيثم (١)، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا أنه كان يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الكفر والفقر"، فقال رجل: "ويعتدلان"؟، قال: "نعم". وهذا أصحها (٢)، وما قبله من (٣) المرفوع ضعيف الإسناد (٤).


= عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا.
والحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ آفته رواية أبي السمح عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو وهي ضعيفة؛ فإن درّاجًا هذا صدوق إلا ما كان من روايته عن أبي الهيثم كما هو الحال في هذا السند؛ قال أبو داود: حديثه مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم. وحكى ابن عدي عن أحمد بن حنبل قوله: أحاديث درّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف. "الجرح والتعديل" (٣/ ٤٤١)، "تهذيب الكمال" (٨/ ٤٧٧)، "التقريب" (ص ٣١٠).
لكن يشهد للاستعاذة من الكفر والفقر مقرونين ما أخرجه أحمد في "مسنده" (٣٤/ ١٧)، (ح ٢٠٣٨١)، والبزار في "مسنده" (٩/ ١٢٦)، (ح ٣٦٧٥)، والنسائي في "الكبرى" (٧/ ٢١٥)، (ح ٧٨٤٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٣/ ٣٠٣)، (ح ١٠٢٨)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١/ ٣٧٦)، (ح ٧٤٧)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٣٥) كلهم من طرق عن عثمان الشَّحّام عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أن النبي كان يقول: "اللَّهُّم إني أعوذ بك مش الكفر والفقر وعذاب القبر".
وسنده صحيح رجاله ثقات.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بعثمان الشحام. ولم يتعقبه الذهبي.
وقال الألباني: سنده صحيح على شرط مسلم. انظر: الإرواء (٣/ ٣٥٦).
فهذا الحديث يشهد للاستعاذة من الكفر والفقر مقترنين، أما قوله: "ويعتدلان" فلا يشهد له هذا الحديث.
(١) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (٦٥).
(٢) لا يلزم من هذه العبارة أن يكون الحديث صحيحًا؛ وقد سبق أنه ضعيف، ومرادهم منها أن الحديث المذكور هو أرجح ما ورد في الباب وإن كان ضعيفًا.
قال النووي: لا يلزم من هذه العبارة صحة الحديث، فإنهم يقولون هذا أصح ما جاء في الباب وإن كان ضعيفًا، ومرادهم أرجحه وأقله ضعفًا. (الأذكار، باب أذكار صلاة التسبيح ص ٣٠٩).
(٣) في الأصل: "في" والتصويب من (م) و (ز).
(٤) نقل المناوي في "فيض القدير" (٤/ ٥٤٢) عن السخاوي قوله: طرقه كلها ضعيفة. اهـ. وقد بحثت عن هذه العبارة فلم أجدها، ولعل المناوي قصد قوله: "وما قبله من المرفوع ضعيف الإسناد" فحكاها بالمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>