(١) هو طرف من حديث يروى عن علي ﵁، قال: "لما ضممت إلي سلاح النبي ﷺ وجدت في ذؤابة -أو علاقة- سيفه ثلاثة أحرف: "صِلْ من قطعك، وقل الحق ولو على نفسك، وأحسن إلى من أساء إليك". أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (٢/ ٧٤٤)، رقم (١٤٦٤) عن الحسين بن حكم بن مسلم الحبري أبي عبد الله [ثقة، كما في "سؤالات الحاكم" (٩٠)]، عن أبي غسان [وهو مالك بن إسماعيل النهدي؛ ثقة متقن، صحيح الكتاب، من رجال الستة]، وأبو عمرو بن السماك في "حديثه" (٢/ ٢٨)، رقم (١) -كما في "البدر المنير" (٦/ ٧٤١ - ٧٤٢) - عن جعفر بن محمد الزعفراني، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، والآبنوسي في "مشيخته" (ح ١١٥)، -ومن طريقه السلفي في "المشيخة البغدادية"- مخطوط؛ جوامع (٣)، رقم (٢٤/ ٢٤) -من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحى، عن الحسن بن الخضر، عن أبيه، ثلاثتهم (أبو غسان، والحزامي، والخضر) عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد- وهو الصادق. قال أبو غسان: "عن أبيه، عن علي ﵁"، وقال الحزامي: "عن أبيه عن جده عن علي ﵁"، وعند السلفي: "عن أبيه محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي ﵁"، والإسناد من الحسن بن الخضر فبعد ساقط من "مشيخة الآبنوسي". وهذا الإسناد أعله ابن الرفعة الشافعي، وابن الملقن، وابن حجر بالانقطاع بين جد الصادق -وهو علي زين العابدين- وبين علي ﵁، وهو على رواية أبي غسان بين الباقر وبين علي ﵁، وأما على رواية السلفي فلا انقطاع، والأولان أولى. والله أعلم. وأعله ابن الملقن وابن حجر ثانيًا بضعف راويه عن الصادق، وهو الحسين بن زيد بن علي بن الحسين العلوي؛ ضعفه ابن معين وابن المديني ولينه أبو حاتم وابن عدي والذهبي، ومشاه الحافظ، فقال: "صدوق، ربما أخطأ"، وهو ممن يعتبر بحديثه، وتقدمت ترجمته (ح ٥١٧). وأعله ابن الملقن ثالثًا بأن إبراهيم بن المنذر الحزامي الحافظ؛ وإن أخرج له البخاري، فقد قال الساجي: "عنده مناكير". ولكنه توبع عليه من وجهين آخرين، رجال أحدهما ثقات كلهم كما تقدم. والله أعلم. ومما تقدم يظهر أن الشيخ الألباني لم يوافق على تصحيحه له بقوله: "إسناده صحيح، .. رجاله ثقات معروفون"، فإن فيهم من تكلم فيه، ولا يبلغ الصحيح -بل ولا الحسن لذاته- أفراده، إضافة إلى ما فيه من الانقطاع الذي تقدم ذكره. والله أعلم. =