وأما الراوي عنه: فسماه الدارقطني في "غرائب مالك": عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز، ونسبه الخطيب في "الرواة عن مالك" بـ "الهماني"، وقال الدارقطني في حديث رواه هو عن أحمد بن كامل القاضي عن عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز ويوسف بن سهل التمار، كلاهما عن محمد بن سفيان الهماني عن عقبة بن حسان عن مالك عن نافع عن ابن عمر ﵄: "حديث باطل، وإسناده مجهول"، وقال الذهبي فيه: "إسناد مظلم مجهول"، وأحمد بن كامل معروف، ومالك فمن فوقه لا يسأل عنهم، ومن بينهما غير معروفين على حد سواء، فحكم الدارقطني والذهبي هذا كما أنه يسري على كل من عقبة ومحمد بن سفيان وقد صرح به عليهما الذهبي وابن حجر، فكذا يسري على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز ويوسف بن سهل التمار -المذكور في الوجه السابق- أيضًا، والله أعلم. وانظر: "ميزان الاعتدال" (٣/ ٨٤)، رقم (٥٦٨٤)، "لسان الميزان" (٧/ ١٦٢)، رقم (٦٨٤٥). ثم مدار الوجهين الأخيرين على أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي (٢٦٠ - ٣٥٠ هـ)، وهو من مشاهير العلماء، من أصحاب محمد بن جرير الطبري، إلا أن الدارقطني قال: "كان متساهلًا، وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه"، وعليه قال الذهبي: "لينه الدارقطني، وقال: "كان متساهلًا"، ومشاه غيره، وكان من أوعية العلم، كان يعتمد على حفظه فَيَهِم". انظر: "سؤالات السهمي" (١٧٦)، "سؤالات السلمي" (١٥)، "ميزان الاعتدال" (١/ ١٢٩)، رقم (٥٢١). وأما الوجه الثامن: فالقاسم بن إبراهيم بن علي بن عمار الهاشمي الكوفي: قال ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢١٥): "منكر الحديث"، وذكر له هذا الحديث عن أبي نعيم، وحكم بأنه لا أصل له. وأقره عليه الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين" (٢٨٦)، وقال ابن طاهر القيسراني في "تذكرة الحفاظ" (ح ٩٤٨): "القاسم متروك". فهما أسقطاه بروايته عن أبي نعيم هذا الحديث. والله أعلم. وهذا الحديث كما استنكره ابن حبان وابن طاهر، وأسقطا به راويه، كذلك استنكره غيرهما من الحفاظ، فقال الخطيب البغدادي في تخريجه لـ "لمهروانيات" (٢/ ٦٩٤): "هذا حديث غريب من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس، وغريب من رواية حبيب بن أبي ثابت عن سعيد، لا أعلم رواه إلا عبد الله بن حبيب عن أبيه". =