وقال الدارقطني في "الأفراد" -كما في "أطرافه" (٤/ ٢٥٩ - ٢٦٠)، رقم (٤٢١٦) -: "عطاء: هو ابن يسار، ولا أعلم رواه غير معن بن عيسى عن الحارث بن عبد الملك عن القاسم". وتقدم قول ابن المديني والذهبي، مع إقرار ابن حجر لهما فيه، وهكذا حكم بنكارته العراقي والمناوي والألباني، وقال ابن كثير: "في إسناده ومتنه غرابة شديدة". وسائر رواته ثقات مشاهير، سوى الحارث بن عبد الملك الليثي، وشيخه القاسم، ولم أقف لهما على ذكر في غير هذا الحديث، وقد استنكره العقيلي والذهبي وغيرهما على القاسم، كما تقدم. وانظر: "البداية والنهاية" (٨/ ٤٥)، "المغني" للعراقي (١/ ١٠٧٤)، رقم (٣٨٩٥)، "فيض القدير" للمناوي (٤/ ٤٤١)، رقم (٥٨٩٠)، "الضعيفة" (٦٢٩٧). والحارث بن عبد الملك بن عبد الله بن إياس الليثي: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ٢٧٣)، رقم (٢٤٣٨)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٣/ ٨٠)، رقم (٣٦٨)، بروايته عن القاسم بن يزيد، وسماع معن بن عيسى عنه، وبه ذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ١٨٢)، والبخاري لم يسق في "تاريخه" (٧/ ١١٤، رقم ٥٠٢ - ترجمة الفضل بن العباس ﵃)، إلا قوله: "الحق بعدي مع عمر حيث كان"، وهذا القدر منه غير منكر جدًّا، وله شواهد عديدة. والله أعلم. ولبعضه دون موضع الشاهد منه طريق آخر عند أبي يعلى (١٢/ ٢٠١)، رقم (٦٨٢٤) من روايته عن عبيد بن جنادة، عن عطاء بن مسلم، عن جعفر بن برقان، عن عطاء، عن الفضل بن عباس ﵄. وعطاء بن مسلم: هو الخفاف، وهو صدوق في نفسه، ولكنه كثير الخطإ وفي حديثه مناكير، كما قال ابن معين وأحمد وابن حبان وابن عدي وغيرهم، وأخذ عليه القلب في الأسانيد على التوهم -من متروك، إلى ثقة-، فتفرد مثله ليس بشيء، فكيف بما ينكر عليه، وعليه قال الذهبي: "ليس بذاك". وانظر: "الضعفاء" للعقيلي (٣/ ٤٠٥)، رقم (١٤٤٣) "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٣٦)، رقم (١٨٥٩)، "المجروحين" (٢/ ١٣١)، "الكامل" (٥/ ٣٦٧ - ٣٦٨)، رقم (١٥٢٨)، "العلل" للدارقطني (١٢/ ٧٧)، رقم (٢٤٤١)، "تاريخ بغداد" (١٢/ ٢٩٠)، رقم (٦٧٤٠)، "تهذيب الكمال" (٢٠/ ١٠٤ - ١٠٦)، رقم (٣٩٤٠)، "الكاشف" (٣٨٠٤)، "التقريب" (٤٥٩٩). وفي إسناده علة أخرى: وهو الانقطاع بين عطاء -أيا كان؛ ابن يسار، أو ابن أبي رباح، أو الخراساني-، وبين الفضل بن العباس ﵄ (ت ١٢ هـ)، فهو مرسل، أو معضل. والله أعلم.