كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

[و] (١) رواه العسكري من حديث معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن أبىِ ذر -في حديثٍ أوله: "يا أبا ذر! أترى أن كثرة المال هو الغنى؟ "- ولكن بلفظ: "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب" (٢).

وعنده من حديث ابن عائشة (٣)، قال: قال أعرابي: يسار النفس أفضل من يسار المال، ورب شبعانٍ من النعم غرثان من الكرم (٤).

= عليه عن أنس ﵁ بإسناد صحيح كما تقدم، وله أصل بغير هذا اللفظ من رواية قتادة عن أنس ﵁ أيضًا. والله أعلم.
(١) ما بين المعقوفين ليس في "أ، ز، د"، واستدرك من "م" ونسخ مساعدة.
(٢) أخرجه النسائي في "الكبرى" (١٠/ ٣٨٢، رقم ١١٧٨٥ - من زيادات "التحفة")، وابن حبان (٢/ ٤٦٠ - ٤٦١)، رقم (٦٨٥)، والطبراني في "الشاميين" (٣/ ١٧٤)، رقم (٢٠٢٠)، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص ١٤٠)، والحاكم (٤/ ٢٢٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٢/ ٥٤٥)، رقم (٩٨٦١) عن أبي ذر ﵁ في حديث طويل، وصححه الحاكم على شرط البخاري، ولم يتعقبه الذهبي، ولا ابن حجر في "إتحاف المهرة" (١٤/ ١٠٩)، رقم (١٧٤٨٣)، وهو متعقب بأن راويه معاوية بن صالح لم يخرج له البخاري في "الصحيح"، بل في "جزء القراءة"، وإنما هو على شرط مسلم كما قال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على "الإحسان"، وصححه الألباني في "التعليقات الحسان" (٢/ ٤٠٣)، رقم (٦٨٤).
وله طريق آخر عند أبي الشيخ في "الأمثال" (ح ٧٦)، وفيه محمد بن حميد الرازي، ولا يعتد به.
(٣) من يعرفون بابن عائشة عدد، ومنهم في أوائل القرن الثاني محمد -قيل ابن جعفر- أبو جعفر المدني المعروف بابن عائشة المغني، وفي القرن الثالث: المحدث الصدوق عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى القرشي التيمي البصري، المعروف بالعيشي وبالعائشي وبابن عائشة، وابنه عبد الرحمن الشاعر الأديب، وتوفى قبل والده. ولم يتبين لي أي الثلاثة قصد، والأول أبعدهم عن المراد. والله أعلم.
(٤) هو في "الزهد الكبير" للبيهقي (٢/ ١٥٨)، رقم (٦٥٣) من طريق محمد بن يونس -وهو الكديمي- عن الأصمعي، قال: "وعظ أعرابي رجلًا، فقال: "إن يسار النفس أفضل من يسار المال، فمن لم يرزق غنى، فلا يحرم تقوى، فرب شبعان في النعم غرثان من الدين والكرم".
و"الغرث": الجوع، يقال: رجل غرثان، وامرأة غرثى. "غريب الحديث" لابن قتيبة (١/ ٦١٤).