وسعيد بن كعب المرادي لم يوثقه غير ابن حبان (٨/ ٢٦٢)، ولم يرو عنه غير محمد بن طلحة اليامي، ولذا جهله ابن الملقن في "البدر المنير" (٩/ ٦٣٣)، والألباني في "تحريم آلات الطرب" (ص ١٤٧)، ومحمد بن طلحة اليامي: صدوق له أوهام، كما في "التقريب" (٥٩٨٢). وبهذه العلل ضعفه ابن الملقن، والألباني، غير أن الأخير قواه برواية إبراهيم النخعي عن ابن مسعود ﵁. والجزء الأول منه أخرجه الخلال في "السُّنَّة" (٥/ ٧٣)، رقم (١٦٤٩) من طريق ليث -وهو ابن أبي سليم-، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: قال عبد الله: "الغناء ينبت النفاق في القلب". وهذا إسناد متصل، والليث قد ضعف لسوء حفظه، ولكنه صالح في المتابعات. والله أعلم. وله طرق أخرى عن ابن مسعود ﵁: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الملاهي" (٣١، ٣٥)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (ح ٦٨٠)، والخلال في "السُّنَّة" (ح ١٦٥٩)، والبيهقي (١٠/ ٢٢٣)، من طريق ثلاثة ثقات (منهم وكيع) عن شعبة عن الحكم بن عتيبة، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الملاهي" (ح ٣٤)، والخلال في "السُّنَّة" (ح ١٦٤٧)، وابن بطة في "الإبانة" (٢/ ٧٠٣)، رقم (٩٤٥) من طريقي ابن مهدي وأبي نعيم عن الثوري، عن منصور، كلاهما (منصور، والحكم) عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي، زاد وكيع عن شعبة: "فأتيت حمادًا فأقر به". ورواه ابن أبي الدنيا في "الملاهي" (ح ٣٨) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، ثلاثتهم عن ابن مسعود ﵁: "الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع - وفي لفظ: البقل". وأخرجه ابن أبي زمنين في "السُّنَّة" (١/ ٢٤٦)، رقم (١٦٩) بإسناد فيه كلام؛ عن محمد بن طلحة بن مصرف عن سعيد بن كعب، وابن أبي الدنيا في "الملاهي" (٣٧)، والخلال في "السُّنَّة" (٥/ ٧٢)، رقم (١٦٤٦)، وابن بطة في "الإبانة" (ح ٩٤٧) من طريقين عن هشيم عن العوام بن حوشب عن حماد بن أبي سليمان، كلاهما عن ابن مسعود ﵁ به. وكلها مراسيل، والرواية عن حماد ترجع لإبراهيم النخعي، وحديث سعيد بن كعب يرجع لروايته المتقدمة عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود ﵁، وهو وطلحة بن مصرف يحتمل أن يكونا تلقياه عن إبراهيم النخعي، والنخعي لا يرسل عن ابن مسعود إلا ما سمعه عن غير واحد عنه، فمراسيله عنه محمولة على الصحة ما لم =