ورواه أبو نعيم في "الطب" (٢/ ٤٥١)، رقم (٤٢٠) عن الطبراني، عن عبدان بن محمد المروزي، عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب. وعلى هذه الرواية اعتمد الضياء في "المختارة" (١/ ١٨٤)، وتبعه ابن كثير في "مسند الفاروق" (٢/ ٦٥٤)، فأعلاه بالانقطاع بين زيد بن أسلم وبين عمر ﵁، والمحفوظ عن قتيبة ذكر أسلم في الإسناد من رواية موسى بن هارون الحمال عنه، كما تقدم، وهو المحفوظ في هذا الإسناد. والله أعلم. قال البزار: "لا يروى عن النبي ﷺ إلا عن عمر عنه، ولم يروه عن عمر إلا أسلم، ورواه عن زيد هشام بن سعد وعبد الله بن زيد"، وقال الطبراني في رواية هشام بن سعد: "تفرد به عبد الرحمن بن يونس الرقي"، وهو صدوق ليس به بأس، والحديث بطريقيه إلى زيد بن أسلم حسن صحيح، فعبد الله بن زيد بن أسلم صدوق فيه لين ["التقريب" (٣٣٣٠)]، ومتابعه هشام بن سعد المدني: صدوق، له أوهام، خرج له البخاري تعليقًا، ومسلم والأربعة ["التقريب" (٧٢٩٤)]، فمثلهما يتقوى بعضهما ببعض، على أن ما لم ينكر من حديث أمثالهما يحسن لذاته، وأما تضعيف العراقي لسنده في "المغني" (ح ٣٣٦) فراجع لما ذكره الطبراني في "الأوسط" من تفرد قتيبة عن عبد الله بن زيد بن أسلم به، وعبد الله بن زيد مختلف فيه، والحافظ العراقي مال إلى ترجيح جانب ضعفه عند تفرده، وبالنظر لهذا الوجه وحده قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ١٦٣)، رقم (٨٣٥٨): "رواه الطبراني في الأوسط والبزار، ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الله بن زيد بن أسلم؛ وقد وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره"، وتقدم أنه توبع عليه من هشام بن سعد المدني عند الطبراني نفسه في "الصغير" وآخرين، بإسناد صحيح إليه، وعليه صححه الضياء فأدرجه في مختارته، وأقره عليه ابن كثير في "مسند الفاروق" (٢/ ٦٥٥)، وزاد: "فيه دلالة على جواز التكبيس إذا دعت إليه الحاجة، فإن الغمز ههنا هو التكبيس، وفيه نفع مباح، والله أعلم". وله شاهد من حديث أبي زيد الأنصاري ﵁: أخرجه أحمد (٣٤/ ٣٣٢، رقم ٢٠٧٣٢، و ٣٧/ ٥٢١ - ٥٢٢، رقم ٢٢٨٨٢، و ٥٢٦/ ٢٢٨٨٩)، وعبد بن حميد ["إتحاف الخيرة" (٧/ ٨٦)، رقم (٦٤٤٣/ ١)]- ومن طريقه الحاكم (٢/ ٦٠٦) -، =