٣ - أبو وائل القاص المرادي الصنعاني عبد الله بن بحير: وثقه ابن معين ["الجرح والتعديل" (٩/ ٤٥٢)، رقم (٢٣٠٣)]، وروى ابن المديني عن هشام بن يوسف الصنعاني، أنه سئل عنه، فقال: كان يتقن ما سمع ["المؤتلف والمختلف" للدارقطني (١/ ١٦٠)]، وخالف ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٤ - ٢٥)، فقال: "يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به"، فروى له حديثين أحدهما هذا، والآخر من روايته عن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني، عن ابن عمر ﵄، قال: قال رسول الله ﷺ: "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)﴾، و ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١)﴾، و ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)﴾. فهذا كل ما استنكره عليه، أو أنكرُ ما أَخَذه عليه، ولا أثر للوضع عليهما، ولم يتبين لي وجه النكارة فيهما، ثم بين ابن حبان أنه غير عبد الله بن بحير بن ريسان أبي وائل القاص الصنعاني، وذاك ثقة، وكذا فرق بينهما الخطيب في "تلخيص المتشابه" (١/ ١٥٥ - ١٥٧)، رقم (٢٩٧ - ٢٩٨)، واعتمده ابن الجوزي في "الضعفاء" (١٩٨٩)، وتبعه الذهبي في "المغني" و"الميزان" (٢/ ٣٩٥)، رقم (٤٢٢٢)، وقال في "الكاشف" (٢٦٤٠): "وثق، وليس بذاك"، وقال في "تاريخ الإسلام" (١٠/ ٢٨٩ - ٢٩٠): "فيه ضعف، وله غرائب، ووهم من قال: هو ابن بحير بن ريسان"، وعكس في "تذهيب التهذيب" (٥/ ٩٧)، رقم (٣٢١٩)، فقال: "لم يفرق بينهما أحد قبل ابن حبان، وهما واحد"، وهذا الذي رجحه ابن الملقن في "البدر المنير" (٥/ ٣٣١ - ٣٣٢)، وابن حجر في "التهذيب" (٥/ ١٣٤ - ١٣٥)، رقم (٢٦٤) و"التقريب" (٣٢٢٢)، ومالا إلى قول من وثقه، وهو ظاهر صنع المزي في "تهذيب الكمال" (١٤/ ٣٢٣ - ٣٢٤)، رقم (٣١٧٤)، حيث أهمل قول ابن حبان فيه. وعلى كلٍّ فتوثيق ابن معين وهشام القاضي ومن أقرهما لراوي هذا الحديث نفسه، فلا يضر ذاك الجمع والتفريق، ولا وجه لما قاله ابن حبان ومن تبعه. والله أعلم. وبما تقدم يتبين أن هذا الإسناد صالح، وله شواهد، منها ما تقدم من مرسل زيد بن أسلم وغيره. وله شاهد آخر بلفظه عند أبي نعيم في "الحلية" (٢/ ١٣٠) -وعلقه عنه الديلمي (٢/ ٢٦٧/ أ) -، واللالكائي (٨/ ١٥٢٥)، رقم (٢٧٧٥)، وابن عساكر (٥٩/ ١٦٩) عن معاوية ﵁، بمثله، إلا أن فيه: "فإذا غضب أحدكم فليغتسل"، وفي سنده ياسين بن معاذ الزيات، وهو متروك كما تقدم. =