للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعنده، وكذا ابن عبد البر؛ من طريق الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، قال: "أما ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة"، ولفظ البيهقي: "فكأني أقرأه في دفتر" (١)، ولنفطويه (٢):

أُراني أَنسى ما تعلمت في الكبر … ولست بناس ما تعلمت في الصغر

وما العلم إلا بالتعلم في الصبا … وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر

ولو فلق القلب المعلم في الصبا … لأَلْفَى فيه العلم كالنقش في الحجر

وما العلم بعد الشيب إلا تعسُّفٌ … إذا كَلَّ قلب المرء والسمع والبصر

وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق … فمن فاته هذا وهذا فقد دمر

وقال غيره (٣):

إن الحداثة لا تقصر بالفتى المرزوق ذهنًا … لكن تذكي (٤) عقله فيفوق أكبر منه سنا

وهذا محمول على الغالب، وإلا فقد اشتغل أفراد كالقفال (٥)


(١) أخرجه البيهقي في "المدخل" (٢/ ٤١)، رقم (٥٢٧) من طريق أبي يحيى الحماني، عن الأعمش به.
(٢) هو: أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة العلامة المحدث الفقيه الظاهري النحوي (٣٢٣)، ذكر ياقوت الحموي أنه لقب نفطويه تشبيهًا إياه بالنفط لدمامته وأدمته، وقُدِّر اللقب على مثال سيبويه؛ لأنه كان ينسب في النحو إليه، ويجري في طريقته، ويدرس شرح كتابه. انظر: "طبقات الفقهاء" للشيرازي (١/ ١٧٦)، "تاريخ بغداد" (٦/ ١٥٧ - ١٦٠)، رقم (٣٢٠٥)، "نزهة الألباء" (١/ ١٩٤ - ١٩٦)، "معجم الأدباء" (١/ ١١٤ - ١٢٢)، "سير أعلام النبلاء" (١١/ ٣٨٦)، رقم (٢٨٨٧).
والبيت المذكور أعلاه؛ أسنده ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١/ ٣٦٣ - ٣٦٤)، رقم (٥٠٢)، ومن طريقه روى القاضي عياض في "الإلماع" (ص ٦٧) البيت الأول والثالث منها فقط.
(٣) قال الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص ١٩٣) -ومن طريقه رواه الخطيب في "الجامع" (٢/ ٢٧٨)، رقم (٦٨٨) -: أنشدنا أصحابنا البغداديون: .. فذكره، ولم ينسبه ابن عبد البر في "الجامع" (١/ ٣٦٤)، رقم (٥٠٣) لقائل، ونسبه القاضي عياض في "الإلماع" (ص ٢٠٤) لبعض البغداديين مبهمًا.
(٤) أي: يتم عقله ويحده، ويجعله سريع الفهم قوي الإدراك. انظر: "المصباح المنير" (ص ١٧٥، ذ ك ي).
(٥) هو: القفال المروزي؛ أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله الفقيه الشافعي، المعروف =

<<  <  ج: ص:  >  >>