للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العُلماءِ، فإنهم يَنظرونَ بنورِ الله، إنه شيءٌ يَقْذِفُه الله في قُلوبهم وعلى ألسنتهم".

وكلها ضعيفةٌ، وفي بعضها ما هو مُتماسكٌ، لا يَلِيقُ مع وجودِهِ الحكمُ على الحديثِ بالوضعِ (١)، لا سِيَما وللبزار (٢)، والطبرانيِّ (٣)، وغيرهما؛ كأبي نعيم في "الطب" (٤) بسندٍ حسنٍ (٥)، عن أنسٍ رَفَعَه: "إنَّ لله عبادًا يَعرفُونَ الناسَ بالتَّوَسُّمِ".


(١) كما صنع ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٣٨٩ - ٣٩٢) حيث أورده من حديث ابن عمر وأبي سعيد وأبي أمامة وأبي هريرة ، وكذلك أورده الصغاني في "الموضوعات" (ص ٥١ رقم ٧٤)، بينما قال السيوطي: حسن صحيح. "اللآلئ المصنوعة" (٢/ ٢٧٨).
وقال الشوكاني: وعندي أنَّ الحديث حسنٌ لغيره، وأما صحيح فلا. "الفوائد المجموعة" (ص ٢٤٤)، وقال الألباني: وجملة القول، أنَّ الحديثَ ضعيفٌ، لا حسن ولا موضوع، وإليه مال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة"، والله أعلم. "السلسلة الضعيفة" (٤/ ٢٩٩).
(٢) "مسند البزار" (١٣/ ٣٢٦ رقم ٦٩٣٥) من طريق سعيد بن محمد الحرسي، حدثنا أبو بشر -قال: وكان ثقة- عن ثابت، عن أنس به فذكره، وقال: وهذان الحديثان لا نعلم رواهما، عن ثابتٍ، عن أنس إلا أبو بشر.
ووقع في مطبوع "البزار": "الحرسي"، وهو تصحيف، والصواب: "الجرمي" كما في سائر المصادر.
وقد وقع في الإسناد سقطٌ؛ وهو أبو عبيدة الحداد: الراوي عن أبي بشر، كما سيأتي عند الطبراني.
(٣) "المعجم الأوسط" (٣/ ٢٠٧ رقم ٢٩٣٥) من طريق سعيد قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد قال: حدثنا أبو بِشر المزلق به. وقال: لم يروه عن ثابت إلا أبو بشر، ولا عن أبي بشر إلا أبو عبيدة.
(٤) "الطب النبوي" (١/ ٢٠٦ رقم ٦٧). ورواه الطبري في تفسيره (١٧/ ١٢١).
(٥) أبو بشر؛ هو بكر بن الحكم التميمي المزلق -بالزاي والقاف وتشديد اللام-، قال أبو سلمة التبوذكي: ثقة، وقال الذهبي: صدوق. وقال: روى خبرًا منكرًا، ثم ذكر حديث أنس: "إن لله عبادًا .. ". "الميزان" (٢/ ٥٩)، وقال الشيخ المعلمي: والمزلق قال فيه جماعة من الذين أخذوا عنه وليسوا من أهل الجرح والتعديل: "كان ثقة" يريدون أنه كان صالحًا خيرًا فاضلًا، أما الأئمة فقال أبو زرعة: ليس بالقوي. أقول: وهو مُقلٌّ جدًّا من الحديث، فإذا كان مع إقلاله ليس بالقوي، ومع ذلك تفرَّد بهذا عن ثابت عن أنس .. فلا أراه يستقيم الحكم بحسنه، وإن كان معناه صحيحًا، والله أعلم. "هامش تحقيقه للفوائد المجموعة" (ص ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>