وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" -كما في "اللآلي المصنوعة" (٢/ ٢٧) - وتمام (٢/ ٤٨)، رقم (١١٠٤)، وابن عساكر (١٢/ ٩٢، ٢٣/ ٨١) من ثلاث طرق عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عبد الملك؛ حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني [جدي لأمي] أبو المنهال حبيش بن عمر الدمشقي -وذكر لي أنه كان يطبخ للمهدي- حدثني أبو عمرو الأوزاعي، به. والطريق الأول: قال ابن الجوزي: "المتهم به داود بن عثمان الثغري"، وعليه أنكره العقيلي، وقال: "كان يحدث بمصر عن الأوزاعي وغيره بالبواطيل، وهذا يروى عن الحسن البصري وغيره من قولهم، وليس له أصل مسند". وأما الطريق الثاني: فحبيش بن عمر الدمشقي؛ ترجم له ابن عساكر بهذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك خالف فيه من هو أوثق منه وأجل وأكثر عددًا، ولذا حكم الألباني في "الصحيحة" (١٩٠٣) بأن روايته غير محفوظة، والأول أصح، وزاد بأنه لم يجد ترجمة لإبراهيم بن عبد الرحمن هذا. قلت: بل معروف، وهو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان أبو إسحاق القرشي الأموي الدمشقي الحافظ: ذكره ابن زبر في "تاريخ مواليد العلماء" (٢/ ٦٤٧)، والذهبي في "العبر" (٢/ ٤) وترجم له ابن عساكر (٧/ ٢٥ - ٢٧)، رقم (٤٤٠)، والذهبي في "السير" (١٥/ ٦٢)، رقم (٣٠)، والسيوطي في "طبقات الحفاظ" (ص ٣٣٧/ ٧٦٤) وغيرهم، ووصفه الذهبي والسيوطي وابن العماد بالحفظ والرحلة، وأنه كان محدث دمشق، بل وقال الذهبي في "السير": "الإمام الحافظ الثقة الرحال، .. أكثر وجمع وألف"، وقال في ترجمة ابنه "محمد بن إبراهيم الدمشقي" (١٦/ ٥٩): "وأبوه من أصحاب الحديث". إذًا تنحصر العلة منهما في جهالة حبيش بن عمر الدمشقي، ومخالفة إبراهيم بن عبد الرحمن لأكثر وأوثق منه. وكذا شيخ الأوزاعي لم يتبين لي من هو، وذكر المزي في شيوخ الأوزاعي "أبا معاذ صاحب أبي هريرة"، وليس هذا بـ "عطاء بن مينا المدني -وقيل: البصرى- نزيل مكة"، فإنه أقدم من أن يدركه الأوزاعي، وابن جريج المكي -وهو أعلى إسنادًا من الأوزاعي- يروي عنه بواسطة أيوب بن موسى الأموي (ت ١٣٢ هـ) وطبقته. ويحتمل أن يكون "أبا معاذ سليمان بن أرقم" - أحد =